أوباما يشيد بقبطان السفينة ويدعو إلى القيام بعمل ضد القرصنة

> نيروبي /واشنطن «الأيام» د.ب.أ :

>
أشاد الرئيس الامريكي باراك أوباما بإنقاذ قبطان أمريكي من قبضة القراصنة الصوماليين في عملية مثيرة للبحرية الامريكية وقال إن الولايات المتحدة ستعمل على وقف أعمال القرصنة في المنطقة.

وتمكن قناصة البحرية الأمريكية أمس الأول من قتل ثلاثة قراصنة صوماليين كانوا يحتجزون ريتشارد فيليبس في قارب للنجاة منذ يوم الاربعاء ، وذلك بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على السفينة.

وأضاف أوباما قائلا "أشاطر شعبنا الاعجاب بشجاعة القبطان فيليبس وقدراته القيادية وحرصه على طاقمه دونما أي شعور بالانانية" مشيدا أيضا بالجهود العسكرية التي بذلت من ألأجل إنقاذ القبطان.

واستطرد الرئيس الامريكي يقول "أريد أن يكون واضحا تماما أننا عازمون على وقف تصاعد أعمال القرصنة في المنطقة ولكي ننجز هذا الهدف سنواصل العمل مع شركائنا لمنع وقوع هجمات في المستقبل.

وعلينا مواصلة استعدادنا للتصدي لهم عندما يشرعون في هذا العمل. وعلينا ضمان محاسبة أولئك الذين يقومون بأعمال القرصنة عن جرائمهم".

ورحب أفراد طاقم السفينة ميرسك الاباما أمس الإثنين ، بقبطانهم المحرر ريتشارد فيليبس الذي اطلق سراحه من قبضة قراصنة صوماليين في عملية مباغتة قامت بها البحرية الأمريكية ، ودعوا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطرد القراصنة من قبالة سواحل الصومال.

واحتجز القرصان الرابع ، الذي كان على متن السفينة "يو.اس .س.باين بريدج" التابعة للبحرية الأمريكية ، للتفاوض على الإفراج عن فيليب وقت إطلاق النار.

ومن جانبه قلل القبطان فيليبس من دوره في هذه الدراما ، وبدلا من ذلك أشاد بجهود عناصر البحرية في الإفراج عنه.

وفي إطار متصل ، أشاد طاقم السفينة المحررة في مؤتمر صحفي عقد في ميناء مومباسا الكيني ، حيث رست السفينة الاباما يوم السبت ، بقبطانهم ووصفوه بأنه بطل.

وقال شين مورفي الضابط الثاني في السفينة " يتوجه كل الموجودين هنا اليوم بالشكر للقبطان لإنقاذه أرواحهم وتمتعهم بالحرية " .

ويتواجد فيليبس على متن حاملة الطائرات " يو.إس.إس بوكسر " ، وهي واحدة من ثلاث سفن هرعت إلى مكان الحادث حيث يحتجز الرهائن ، والتي استعادتهم بعد خمسة أيام من تعرضهم لتلك المحنة وانتهاء استجوابهم.

وبدأت تتكشف الدراما يوم الاربعاء ، حيث اعتلى أربعة قراصنة مسلحين ظهر السفينة الاباما مستخدمين خطاطيف وحبال.

وستلعب طريقة رد هؤلاء القراصنة دورا في تحديد مصير مئات الرهائن الاخرين الذين لا يزالون رهن الاحتجاز.فهناك أكثر من 200 من أطقم السفن من جنسيات مختلفة - ايطالية وفلبينية ورومانية- وغيرها في يد القراصنة .

والخوف الان على هؤلاء الرهائن و غيرهم من الرهائن الذين سيتم احتجازهم في المستقبل هو أن القتل ربما يقود إلى ردود فعل أقوى من جانب القراصنة.

وحتى الان فان عدد حالات الموت المتصلة بعمليات القرصنة قبالة الساحل الصومالي على مدى السنوات القليلة الماضية محدودة برغم وقوع مئات الهجمات.

وتوفي الروسي قبطان السفينة إم.في. فاينا التي كانت تحمل دبابات وذخيرة من أوكرانيا إلى كينيا اثر إصابته بأزمة قلبية بعد اختطاف سفينته في أيلول / سبتمبر الماضي.

وتوفي فلورينت ليماكون وهو مالك يخت حررته قوات فرنسية يوم الجمعة الماضي أثناء جهود الانقاذ على الرغم من أن فرنسا اعترفت بأنه ربما قتل برصاص محرريه المفترضين. كما قتل اثنان من القراصنة أثناء المداهمة.

والقراصنة الصوماليون ليسوا محترفي قتل. بل هم بالاحرى شبان يتطلعون للكسب السهل في بلد تتضاءل فيه الاختيارات الاخرى.

وبشكل عام فان القراصنة يعتنون برهائنهم على أمل الحصول على فدية ثمينة لكن هذا ربما كان على وشك التغير.

وقد هدد القراصنة فور اطلاق سراح فيلبس بالانتقام من الولايات المتحدة وحذروا من أنهم من الان فصاعدا سيقتلون الرهائن عند أول بادرة على استخدام القوة.

كما لا يشعر خبراء مكافحة القرصنة بالتفاؤل من أن التصرف الامريكي سيحمل القراصنة على التوقف عن القيام بالمزيد من أعمال الاختطاف.

وصرح نيول شونج رئيس المركز الدولي للابلاغ عن عمليات القرصنة لوكالة الانباء الالمانية ( د.ب.أ) بقوله " نأمل أن يثني هذا العمل آخرين لكني في هذه المرحلة أشك في هذا كثيرا.فهناك عدد كبير من القراصنة وكل سفينة تستحق مليون دولار على الاقل".

ولا تشعر القوات البحرية الفرنسية بأي خجل حيال التعامل بالقوة مع حوادث الاختطاف. وكان اقتحام اليخت يوم الجمعة الماضي هو ثالث تحرك فرنسي من هذا النوع في غضون عام واحد.

ومع هذا فان حوادث القرصنة في إزدياد.

وبنفس الدرجة فان إرسال السفن الحربية للقيام بدوريات في المنطقة قد فشل في حمل القراصنة على العودة إلى مخابئهم في بونتلاند تلك المنطقة في الصومال التي تتمتع بحكم شبه ذاتي والتي يتخذ منها عدد كبير من العصابات قاعدة لهم.

في عام 2008 استولي القراصنة على أكثر من 40 سفينة في خليج عدن وحوله وحصدوا عشرات الملايين من الدولارات في صورة فدية الامر الذي حدا بالمجتمع الدولي لارسال قوة بحرية في نهاية العام.

وتقوم الان 15 سفينة من الاتحاد الاوروبي وقوة خاصة ائتلافية بقيادة الولايات المتحدة وعدد من البلدان- كل بمفرده- مثل روسيا والهند والصين بدوريات في المنطقة.

بيد انه بعد تراجع وجيز في كانون ثان / يناير وشباط / فبراير عزا خبراء مكافحة القرصنة أسبابها إلى حد كبير إلى سوء حالة الطقس عاد القراصنة سيرتهم الاولى وبقوة.

فقد هاجموا 18 سفينة على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية. 5 من هذه السفن لا تزال في يد القراصنة فضلا عن تلك المحتجزة منذ عدة اشهر.

وكما يقر الاسطول الخامس الامريكي فان المنطقة - هكذا ببساطة- شاسعة حوالي 85ر2 مليون كيلو متر مربع - بحيث يتعذر حراستها بكفاءة . كما أن القراصنة يتسللون الان الي المحيط الهندي لتحاشي الدوريات البحرية الدولية.

ويجرى الان تشجيع أصحاب السفن على اتخاذ إجراءات دفاعية وثمة جدل متصاعد يدور حول إحياء ما جرت عليه العادة من تسليح أطقم السفن التجارية.

غير أن ثمة مراقبين دوليين يقولون منذ مدة طويلة أن أفضل طريقة لوأد القرصنة في مهدها هو مهاجمة القراصنة على اليابسة.

وقال مسئولو الدفاع إن الخطة التي سترفع لاوباما ستنفذ فقط بتأييد من شعب الصومال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى