لا يعرف اليأس وطموحه لا يتوقف.. نايف هزازي..ورقة رابحة في نجومية الاتحاد والمنتخب السعودي

> جدة «الأيام الرياضي» عن إيلاف :

>
أحمد عايض من جدة:نايف هزازي لاعب من طراز رفيع ، سجل حضوره الميداني في ملاعب كرة القدم بقوة مهاراته الفنية ، وذكائه الكروي، وبات عنصرا أساسيا وفعالا في منتخب بلاده ، وناديه الاتحاد.

ساهم بشكل فعال في تتويج فريقه المفضل بلقب دوري المحترفين السعودي، عندما سجل هدفا ذهبيا لامعا بلمعة الذهب ، في مرمى اخطبوط الحراسة السعودية محمد الدعيع ، إذ وصف محللون كثر أن ارتقاء لعبه وأسلوبه في التهديف يعيد إلى الأذهان أسطورة الملاعب السعودية والآسيوية ماجد عبدالله الذي كان بارعا في تسديدات الرأس باتجاه مرمى الخصوم.

ونجح هزازي وأبو شروان، ورفاقهما في تأكيد جدارة فريقهم بصدارة دوري المحترفين السعودي ، وهم يتناوبون التسجيل في مرمى الوصيف الهلال، خصوصا الأول والثاني، وأعادوا إلى الأذهان الطرب الرياضي الميداني الجميل، ورسموا الابتسامة على محيا جماهيرهم التي قطعت مئات الكيلومترات من الغرب والشرق والجنوب والشمال في سبيل مؤازرة فريقهم غير آبهين بطول المسافات، أو مؤثرات الطقس الحارة.

هزازي نموذج جيد للاعب السعودي الشاب الطموح، فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ، بل كافح وناضل كثيرا حتى وصل إلى ما وصل له حاليا، وبات اسمه يسجل بماء من ذهب في صفحات الكرة السعودية على مستوى ناديه ومنتخب بلاده.

العجيب وحسب تأكيدات كثر تؤكد أن ميول الهزازي أهلاوية في المقام الأول، وذهب إلى النادي في سبيل الالتحاق بصفوف فئة الناشئين لكن الحظ لم يخدمه، فلم يجد القبول والترحاب الكافي آنذاك، إذ أن موهبته لم تبزغ بعد، ولم يكن من قائمة اللاعبين الصغار الذين دونهم الجهازين الفني والإداري آنذاك، فخرج من النادي وهو يلتفت تجاه قلعته الصامدة ودموعه تتناثر على وجنتيه، غير مصدق أنه لن يلعب للأهلي أبدا.

عاد إلى حارته فكانت أمه أقرب الناس له وحاولت أن تخفف عنه وهي تقول له: «توكل على الله يا بني» ولم تمر أيام إلا وهو يلعب في ملعب حارته الترابي في سبيل رفع معدل لياقته، والتدريب على بعض المهارات الفردية، وبعد أن شاهد الإعجاب بادي على زملائه والجماهير التي تتابع مباريات الملعب الترابي، حينها قرر أن يغادر باتجاه النادي المنافس والجار العنيد ، الاتحاد، وطرق باب الناشئين فوجد الترحاب، ولم يمض يومان حتى ارتدى الهزازي الصغير فانيلة العميد.

نايف اعتذر لأخيه ابراهيم مؤكدا له أنه بات تواقا للشهرة ، وسيعمل على أن يأتي هذا اليوم، ولكنه أكد له حزنه أن كل واحد منهما في ناد منافس، وعاد ليقول له:«لكننا سنقرب وجهات النظر المتباعدة بين الناديين الكبيرين ذات يوم».

أم هزازي يغبطونها جيرانها كثيرا على أبنائها، فهم أكثر رضا فيها ويلبون احتياجاتها، ويؤكد الجيران أنها أحسنت تربيتهم، وبالتالي فإنها باستمرار ترفع يدها تضرعا للمولى عز وجل بالدعاء الطيب لأولادها.

تدرب هزازي في فئة ناشئة النادي ثم ارتقى إلى درجة الشباب حتى وصل إلى الفريق الأول في عام 2007، ولكنه لم يكن يحظى بفرصة المشاركة الأساسية كما هو الحال حاليا، ومستواه المتطور والمتصاعد قاده لتمثيل منتخب بلاده في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا.

وفي الجانب الآخر من حياة نايف هزازي فإنه يسعى إلى إكمال دراسته الثانوية، والمثابرة على التعليم إذ لديه رغبة كبيرة في إكمال دراسته الجامعية، كونه يطمح لمناصب إدارية أو فنية مستقبلا بعد اعتزاله الكرة في نهاية مشواره الرياضي في الملاعب، خشية ما يخفيه له المستقبل، مستفيدا ممن سبقوه من عمالقة الكرة السعودية في الثمانينات والتسعينات من اللاعبين الذين استفادوا من كرة القدم ، وأخذ العبر من لاعبين عمالقة باتوا لا يملكون شيئا من المال بعد أن أفلت نجوميتهم وشهرتهم.

حال أسرة نايف هزازي المادية في السابق كانت ميسورة بعض الشيء، لكنها اليوم باتت في أفضل حالاتها، بفضل الدخل المادي الذي يهطل على نايف هزازي وأخيه في الأهلي إبراهيم هزازي، مما كان له الانعكاس الجميل في حياة الأسرة واللاعبين.

نايف الذي باتت تنهال عليه المكافآت المالية خلال بضعة أشهر فقط بدأ يفكر جديا في الاستثمار الحقيقي، من أجل مستقبله، إذ غير قيمة عقده السابق مع ناديه ورواتبه الاحترافية ومكافآت المنتخب في الآونة الأخيرة خصوصا أمام المنتخبين الإيراني والإماراتي والتي فاقت الـ 70 ألف ريال، كما أهداه رجل الأعمال السعودي منصور البلوي سيارة فارهة من نوع بنتلي، بالإضافة إلى مكافأة تتجاوز الـ 200 ألف ريال سعودي لكل لاعب، إلى جانب ما يشاع أن الاتحاد سيعرض عليه في غضون الأشهر القليلة المقبلة قرابة الـ 20 مليون في سبيل تجديد التعاقد معه لمدة 5 سنوات مقبلة.

ويؤكد هزازي أنه سعيد بما وصل إليه في سرعة البرق مؤكدا أن ذلك بفضل دعاء أمه الدائم له، إلى جانب حرصه على التدريبات وتطوير نفسه ، وأنه تواق إلى اعتلاء منصات التتويج مع ناديه ومنتخب بلاده، متمنيا أن يحظى بفرصة المشاركة مع منتخب بلاده في مونديال جنوب أفريقيا 2010،لأنه يدرك أنه المحك الحقيقي لكل لاعب، إلى جانب وجود السماسرة وعمالقة الكرة ، في سبيل أن يحظى بعقد احترافي في الدوري الأوروبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى