صرخة العظامي

> د.هشام محسن السقاف:

> إنها صرخة صادقة وجهها الأخ شوقي حسن عظامي عضو المجلس المحلي لمحافظة عدن عبر «الأيام» عدد 11 أبريل الحالي تناول فيها حال المجلس المنتخب.

الآمال التي عقدها المواطنون في هذه المحافظة العزيزة التي أصبحت نهباً للأوباش ممن يرون فيها بقرة حلوباً لا غير، وخيبة الأمل التي لم تعد خافية على أحد ويلمسها جميع الذين رأوا في الحكم المحلي مدخلاً لتصحيح كثيرمن الأوضاع المعوجة، ليس في هذه المحافظة وحدها- وإن كانت الأكثر تضرراً من أوضاع ما بعد الحرب الظالمة في 1994م بحكم مكانتها التاريخية - وإنما في عموم الوطن.

لا أريد أن أقول في صرخة العظامي المنشورة المقولة المشهورة :«وشهد شاهد من أهلها» لسبب واحد هو معرفتنا الأكيدة بأن جل أعضاء المجلس المحلي الموقر يشاطرون زميلهم فيما ذهب إليه ويشعرون بالإحباط عندما تصطدم عزائم العمل فيهم بمطبات وحواجز لوبيات الفساد، والتخريب من الداخل وتأبيد الأزمات، من أولئك الذين أفرغوا الحكم المحلي من تجلياته الحقيقية، التي لطالما طمح إليها المواطنون للخروج من حالة الدولة الرعوية التي يتفيدها نهارا جهارا فئة من المتنفذين والمتجبرين والمتغطرسين الذين ينهبون الأرض ولا يتورعون عن انتهاك كل المحرمات.

فإذا كانت صلاحيات المجلس المنتخب في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات لا تستطيع أن تردع معتديا ظالما، وتحمي المواطنين البسطاء، فليذهب هذا المجلس إلى الجحيم، ونحن لا نتمنى له هذا بقدر ما نتمنى- كمواطنين- أن تتضافر جهود المخلصين فيه مع عون المواطنين ومنظمات المجتمع المدني والحقوقية منه على وجه الخصوص، لكشف غول الفساد الذي يستشري في كل مفاصل الحياة، بما في ذلك وكلاء المتنفذين في كل مجلس أو هيئة أو مصلحة.

لقد كشفت الاعتداءات الأخيرة على قرية (كود قرو)، التي لم يسلم منها لا النساء ولا الأطفال، مدى الطغيان الذي يراد له أن يمارس على رقاب الناس من دون أن نرفع صوتا، ولذلك رأينا شراسة الهجمة على «الأيام» صحيفة الناس كل الناس في هذا الوطن على خلفية نقلها مأساة هؤلاء البسطاء من أبناء (كود قرو) المستميتين على أرضهم، ولا ذنب لهم إلا أنهم قد وجدوا عليها، وكذلك على الشيخ الحكيم صالح بن فريد، الذي قال كلمة الحق ولم يخش في الله لومة لائم.

يقول الأخ العظامي في مذكرته:«..ماحصل للمواطنين في قرية قرو التي اتجه أهاليها للتحكيم أيضاً إزاء قضايا البسط والنهب والصرف للأراضي وبمساحات كبيرة لأشخاص لا يحتاجون لها في وقت لا يصرف لأبناء المحافظة قطعة أرض لبناء مسكن عليها.. إلخ» .. إنه وضع عاكس لخلل قائم لا يتورع المستفيدون منه عن رسمه في هيئة لوحة بانورامية، لا يصدق ألوانها الوهمية إلا من به مرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى