أنا والقمر على شاطئ البحر

> «الأيام» باسل عزام أحمد - كلية الهندسة/ عدن

> ذات يوم وأنا جالس على شاطىء البحر في أمسية جميلة رائعة يسودها سكون الليل وهدؤه والبحر أمامي يهدر بصوته السلس الجميل كنت في لحظتها أتكلم مع نفسي.

مع أحاسيسي ومشاعري في لحظة حزن بادية على وجهي.. وأقول يانفس أما ترين هذا الكون الجميل أما ترين هذا الكون البديع أما ترين هذا القمر المنير أما ترين النجوم تتلالأ كالمصابيح.. تتلالأ كالشموع في جنح الظلام تتلالأ كاللؤلؤ المنثور في أرجاء السماء الزاهية البديعة، نظرت مرة أخرى إلى السماء فرأيتها وكأنها تنظر إلي وكأنها تخاطبني فقال لي القمر: «مالي أراك حزينا يافتى»، قلت: «ياقمر، أصبحت أعيش في زمان كئيب، أعيش ليس كإنسان وإنما أعيش كشبح إنسان، أصبحت أرى بلدي يموت أمامي كل يوم.. أصبحت أرى إخوتي يموتون عطشا وجوعا.. أصبحت أرى أبناء شعبي ينامون في الطرقات وفي الأزقة والشوارع.. أصبحت أرى التعليم في بلدي اسم على ورق.. أصبحت أرى الفساد منتشرا كالسرطان ينخر في بلدي.. أصبحت أرى أطفالا أبرياء يعملون ليل نهار من أجل أن يعيشوا من دون شفقة أو رحمة.. أصبحت أرى الأسعار في بلدي كالنار تلتهم كل من أراد الاقتراب منها.. أصبح الموظف يكد ويكدح دون أن يستطيع أن يوفر لقمة عيش كريمة له ولأولاده.. أصبحت الحرية في بلدي قول باللسان.. أصبحت الحرية في بلدي معدومة، ولكن ماذا أفعل ولسان حالي يقول «بلادي وإن جارت علي عزيزة» فنظر إلي القمر وتبسم ابتسامة عريضة وقال لي:«اصبر يافتى ولاتحزن فإن النصر مع الصبر وإن مع اليسر يسرا ومهما طال الليل لابد أن ينجلي ومهما طال طال الظلم لابد أن ينمحي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى