عندما يكون القانون هو المشكلة!!

> «الأيام» ناصر سالم حسن /رصد - يافع

> إذا سألت شخصا عاقلا - في أي مرحلة عمرية يشكو من مظلمة معينة - لماذا لاتلجأ إلى القانون؟

فسيأتيك الرد عفويا وسريعا: «مافيش قانون!».. فما سر هذا الإجماع على وحدوية غياب القانون؟!

لاشك أن ذلك لم يأت من فراغ، بل إن تلك القناعة قد ترسخت يوما بعد يوم من خلال الواقع المعاش الذي لم يترك مساحة للجدل حول موضوع كهذا، بل أجمع الناس على رأي واحد.

ذلك أن القانون أصبح حبرا على أوراق الجريدة الرسمية.. ينام مستريح البال في أدراج المسؤولين الذين حولوه إلى سلاح بأيديهم يوقظونه متى أرادوا وينومونه متى أرادوا !!.

بقدرة قادر يجعلونه يقول لصاحب الحق أنت مدع ويقول لصاحب الباطل أنت محق.. ويجعل المُعتدِي معتدَى عليه، والمعتدَى عليه معتدِيا.

وهكذا تتوه القضايا في متاهات وأروقة المباني الضخمة جميلة الهندسة المعمارية، عالية التكلفة.. فيتوه صاحب الحق ويلجأ في نهاية المشوار إلى أمرين لا ثالث لهما:

إما تسليم أمره إلى الله والهروب إلى الصمت ورفع الراية البيضاء.. وإما ارتكاب جناية تجعل القانون يصحى فجأة ليقول له أنت مجرم!!

إن عدم قطع دابر المشاكل وهي في بداية طريقها، وعدم إدراك أصحاب الاختصاص أن النار تأتي من مستصغر الشرر هي الطامة الكبرى التي تجعل كرة الثلج تكبر حتى تمحق من يعترضها.

وهذا أدى إلى تجرؤ البعض على فعل أشياء شاذة وضح النهار، وأحيانا أمام رجال الأمن.

وما ازدياد حالات القتل والاختطاف والتقطع والسلب والنهب إلا تحصيل حاصل لعدم تفعيل القانون واللامبالاة بقضايا الناس ومعاقبة الضعيف وترك القوي، ونشوء جيل يتفاخر بفعل مثل تلك الأشياء، ظنا منهم أن المجتمع لايحترم إلا الأقوياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى