تحية لجهود المصالحة في يافع وفعالياتها

> علي صالح محمد:

> تابعت مؤخرا باهتمام كبير كما هو شأن الكثيرين من أبناء يافع في الداخل والخارج، الجهود الخيرة وفعاليات التصالح والتسامح، ووحدة مكونات الحراك السلمي الهادفة إلى وحدة الصف ووأد الفتن.

وإنهاء الخلافات التي نشبت في أكثر من منطقة في السنوات الأخيرة، وراح ضحيتها العديد من أبناء المنطقة بسبب الجهل من ناحية، ومن ناحية أخرى غياب وضعف حضور الدولة الإيجابي الذي كان سائدا في الجنوب، وتراجع كثيرا ليصبح الناس في ظل وضع بيني، بين الدولة التي انحسر وجودها الحقيقي كشكل حماية أرقى، وبين الوضع القبلي الذي تضاءل حضوره كثيرا بعد انتشار سلطة الدولة لعقود من الزمن استتب خلالها الأمن والأمان، ونعم الناس به وبانتهاء الفتن والثأراث التي عانوها كثيرا قبل الاستقلال .

وخلال ذلك فإن الناس في المنطقة لم يتخلوا عن عاداتهم القبلية الإيجابية الأصيلة وظلوا يحافظون عليها وعلى تراثهم الجميل الذي يميزهم وطوروه كثيراً، لتصبح المنطقة وعاداتها ولسنوات محط اهتمام المثقفين والشعراء اليمنيين والعرب والمستشرقين الذين قاموا بتدوين وتوثيق الكثير من الانطباعات عن فعاليات وعادات وتراث المنطقة وطابعها المعماري المميز، ونشرت في أكثر من كتاب ومقالة.. من ذلك الفيلم الألماني «يافع .. قبل ألف عام» الذي أنتج ووزع في بداية السبعينات من القرن الماضي، مما يؤكد المكانة الكبيرة ليافع الحميرية وتاريخها الضارب في أعماق التاريخ.

إن الجهود المخلصة للخيرين من أبناء المنطقة، مشايخ وأعيانا ومغتربين وشخصيات سياسية واجتماعية وسلطة محلية، تؤكد بجلاء حرص هؤلاء الرجال ووعيهم الكبير بالمخاطر المحدقة التي تغذيها الفتن التي لعن الله من يوقظها.

كما أن تجاوب الناس مع هذه الجهود يفصح كثيرا عن أصالتهم ويدل على الوعي الكبير الذي يتمتعون به، بعد أن ذاقوا الأمرّين من الحروب والصراعات والفتن القبلية، بعد أن نعموا بمزايا الاستقرار، وهي جهود مباركة مستجيبة لقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) وسيكون لهذه الجهود صداها في تعميق أواصر المحبة والتراحم ونبذ الفرقة بين الناس، وتقدم نمودجا جيدا يحتذى به من أجل الخير والصلاح، ليس في المنطقة فحسب بل وفي بقية المناطق التي تعاني كثيرا مآسي الثأراث والفتن والفرقة.

وهنا نجدها فرصة لتسجيل الإشادة الكبيرة والتحايا العطرة لكل القائمين على هذه الجهود الخيرة، وأخص بالذكر هنا الشيخ الفاضل عبدالرب أحمد النقيب شيخ مشايخ الموسطة الذي عبر في كل مواقفه الإيجابية في المنطقة عن أصالته وصفاء روحه ونقاء ونزاهة سريرته وإيمانه وشجاعة موقفه.. متمنين على الجميع مواصلة الجهود لإنهاء كل مسببات الخلاف والتباين التي يمكن أن تنشأ بين الناس، وأن يجعلوا من وحدتهم وتآخيهم خير دواء وعلاج لكل داء ومرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى