الأستاذ علي عبدالله حنيش .. المعلم.. الزاهد.. المناضل

> عبدالله عمر صالح:

> قم للمعلم ووفه تبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا .. من الصعب بمكان في هذه العجالة الوفاء بحق هذه القامة الباسقة الفقيد الإنسان المعلم الزاهد، المناضل (حنيش).

وما قدمه لمجتمعه ووطنه وشعبه ستظل آثاره وبصماته حية لن تموت وشاهدة على أعماله ونضاله طوال سنين حياته وستبقى خالدة تجدد ذكراه في كل حين.

المعلم (حنيش) كان يتمتع بذكاء خارق مما جعله نابغة من بين أقرانه الطلاب في الدراسة الابتدائية في بداية الخمسينات وأهله ذلك ليصبح معلما عام 1956م وتراكمت معارفه بفضل الاطلاع والتأهيل الذاتي وكان (رحمه الله) يتابع كل ما ينشر من جديد العلم والمعلومة.. ربطته علاقة وثيقة بالفقهاء وأئمة المساجد ورجال الدين، وكان مرشدا للطلاب والأصدقاء والآخرين، رجل ذو معرفة وعلم استطاع أن يقوم بدور المصلح الاجتماعي ويشارك ويبادر إلى أعمال الخير والصلاح.

ونشأ لديه الوعي الوطني والقومي المبكر فانضم إلى صفوف الحركة الوطنية والقومية مرورا بحزب الشعب الاشتراكي وصولا إلى التنظيم السياسي، الجبهة القومية، وتمكن من أن يكون الرجل الأول المسؤول التنظيمي ج. ق، بمنطقة مكيراس الحدودية للجنوب مع الشمال ولعب دوره النضالي مع زملاء آخرين في رفد 26 سبتمبر بالرجال المسلحين للدفاع عن الثورة والجمهورية الفتية..واستطاع تأمين بعثة الوفد المفاوض حول الاستقلال الوطني المسافر إلى جنيف سويسرا عن طريق (مكيراس) ناهيك عن تأمين مرور المناضلين والأفراد عبر مكيراس إلى عدن ومحمياتها.

تولى رحمه الله عملية تنظيم المظاهرات والإضرابات والعمليات الفدائية إلى أن توجت هذه النضالات بالانتفاضة المباركة وسقوط المنطقة بيد تنظيم ج/ق في 24 أغسطس 67م

وبعد الحصول على الاستقلال الوطني الناجز في الـ 30 نوفمبر67م ساهم بفعالية وجدية في البناء الوطني وبعد عام 69م انتقل ليعمل سكرتيرا ونائبا لمأمور المديرية الغربية (الأخ سالم صالح محمد، مستشار فخامة الرئيس) بجعار م/أبين وفي العام 78م انتقل ليعمل لدى بلدية عدن ومحافظها آنذاك (الأخ طه أحمد غانم) وأتاح له العمل والسكن والاستقرار الدائم في عدن الفرصة .

ولأنه ذلك الرجل الشغوف بالعلم والتعليم استطاع بالتعليم الذاتي أن يجتاز ويتجاوز مرحلتي الدراسة المتوسطة والثانوية العامة وانتهاء بالتحاقه بكلية الاقتصاد وكان من الخريجين المتفوقين ليرتقي بعد ذلك درجات السلم الوظيفي والحزبي.

وقد تحمل الفقيد مسؤوليات عديدة إلى جانب رفاق دربه من مناضلي الثورة حتى أنه حاز على اعتراف الجميع بأدواره وسعة معارفه وحسن قيادته في العمل النضالي، وعمل على تطبيع الأوضاع في م/أبين وعدن بعد أحداث يناير المشؤومة.

ومما تجدر الإشارة إليه هو الدور الرائد الذي شغله واضطلع به في عملية توثيق تاريخ الثورة اليمنية من خلال مساهمة أبناء العواذل في صناعة ثورة 14 أكتوبر الخالدة وكيفية مشاركتهم في الدفاع عن ثورة سبتمبر المجيدة لذلك كله لم يدخر جهدا، حيث عكف على وضع الدراسات وإلقاء المداخلات والمشاركة في ندوات كتابة تاريخ الثورة بمنطقة العواذل بشكل خاص والمنطقة الوسطى ودفاع أبنائها عن ثورة 26 سبتمبر 62م بشكل عام وهي التي يتمحور حولها الإرث الحي الذي بقي يخلد نضاله وأعماله الجليلة.

والحمد لله أن تحقق حلمه وهو على قيد الحياة «الوحدة اليمنية» فقد ساهم في صناعة هذا اليوم العظيم من موقعه القيادي في الدولة والسياسي (الحزب الاشتراكي اليمني) ثم قياديا في المؤتمر الشعبي لعام.

تشبع (رحمه الله) بحب القيم السامية والإنسانية وهو ماجعله يرسي دعائم تعاونية مكيراس للخدمات الزراعية بالإضافة إلى تبنيه مشاريع أخرى وتقديمها للصندوق الاجتماعي لاعتمادها فضلا عن مساهمته في عضوية وقيادة جمعية أبناء العواذل في بداية الستينيات والدور الوطني الذي لعبته في عدن حتى الاستقلال، وكان (رحمه الله) بعد الوحدة من مؤسسي وقيادة جمعية أبناء مديريتي لودر ومكيراس الخيرية الاجتماعية (صنعاء) وفيما بعد تم تأسيس جمعية جديدة حملت الاسم التاريخي لأبناء العواذل في عدن، وعلى غرارها تكونت جمعية في (صنعاء) تبوأ فيها رجل الخير والعطاء منصب نائب رئيس الجمعية.

لقد عاش فقيدنا معلما وزاهدا ومناضلا وفيا لقضايا وطنه وأمته لقي ربه وهو يصلي بين يديه فريضة المغرب ونسأله تعالى أن يتغمد الفقيد الغالي الأستاذ علي عبدالله حنيش بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ونحن على مشارف الاحتفاء بأربعينية الفقيد نتمنى على الأخوة في قيادة الدولة ومنظمة شهداء ومناضلي الثورة أن يقدموا المساعدة والرعاية لأسرته الكريمة وفاء لعطاءاته عبر مشوار نضاله في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.

وختاما يقول تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى