بلوز (الغرفة) وإنجاز بحجم الإعجاز!!

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> في مشهد فرائحي قلما يتكرر امتزجت فيه دموع الفرح بزغاريد الانتصار احتضنته منصة ملعب جواس مكان لقاء الفرح وكانت شاهدة عليه بحيطانها الاسمنتية التي ابتسمت.

ورقصت وغنت في الليلة المشهودة قبل أن تسمع قبلات التهاني المطبوعة على خدود الأبطال وإدارتهم الوفية وجنودهم المجهولين من قبل مسؤولي السلطة المحلية وقيادة مكتب الشباب والرياضة وفرع اتحاد الكرة وكل الكوادر الرياضية بمختلف درجاتها ومكانتها ومن قبل جماهير غفيرة غنت وهتفت وزحفت ورافقت (السلام) البطل المتوج بوشاح الشرف والنور، الذي تقلد قلادة دوري الأضواء من أرض سعاد الزبينة ووادي سمعون، الذي طاب في تلك الليلة لأصحاب الزعامة والأسبقية نجوم سلام الغرفة، الذين عادوا من ملعب الشاحت بالشحر بفوز هو الأغلى والأهم في تاريخ هذا النادي الكبير بأبنائه وشبابه والكبير في تواد أهله وناسه الملتفين حول فريقهم الذي يمثل لهم الكثير حتى أنهم تحركوا زرافات وأفراد في ذلك اليوم المشهود، ووصل عددهم إلى أربعة آلاف مشجع غرفاوي صوب الشحر، التي انبهرت بذلك المشهد الذي أعادها للخلف أيام عزها ومجدها التليد.

نعم سجلت ليلة الـ18 من شهر إبريل لسنة 2009م أعظم وأكبر إنجاز يتحقق لكرة وادي حضرموت العريقة الضاربة جذورها في الميدان الرياضي منذ ما يزيد عن 70 عاماً، حينما صال وجال سفير الوادي (السلام) في دوري الثانية للموسم 2009/2008م في جميع ملاعب الجمهورية، وقدم جملاً تكتيكية بديعة وأطربنا بأعذب ألحان الانتصارات والفوز التي كانت تصدح وتسمع في كل مكان بصوت العاشق الولهان بحب الأزرق (قرني الأزرق) عادل الخديد، ومن ورائه الجمهور الوفي صاحب هذا الإنجاز وكلمة الشكرالأولى، كما قال عنهم رئيس النادي الأخ عوض جبير الذي قاد السفينة الغرفاوية إلى شاطئ الأضواء ومن قبله كانت مدرجات ومبنى النادي وملعب تمارينه خير شاهد على الالتفافة الرائعة من قبل هذه الجماهير ومن محبي الغرفاوي الذين هم زاد وقوة الفريق وهم أصحاب البصمة والدفعة القوية لتحقيق هذا الإنجاز.

حقيقة يعجز المرء أن يصف هذه اللحظات التاريخية التي نعيشها ونحن المحظوظين بذلك، لأننا شهود عيان على هذه اللقطة النادرة من الزمن الذي كنا نحلم بها مع زملاء لنا وإخوان انتقلوا للدار الآخرة في إيجاد لنا موقع قدم في دوري الأضواء، والذي كان وللأمانة بالنسبة لنا جميعاً بمثابة الحلم الصعب المنال كنا نراه لن يتحقق على زمننا، غير أن الحلم الذي وراءه إرادة وقوة وعزيمة لاتلين وقيادة فاهمة أدت دورها كما يجب، والذي هو امتداد لجهود إخوان وزملاء في الهيئات الإدارية المتعاقبة منذ أن رأى النور هذا النادي في عام 1950 بعد دمج شباب الكثيري والثقافي، والذي وراءه أيضاً لاعبين وكباتنة كبار عاشوا الأمل وساهموا في كبره حتى صار حقيقة واضحة لا تقبل الشك كمثل الشمس في كبد السماء.

السلام ياسادة هو أول الغيث وقطرة الندى الجميلة التي ستتبعها قطرات أخرى سواء إن كانت عبر أندية من الوادي أو من الساحل والتي ستكبر حتى تصبح كالسيل الجارف الذي لن يتوقف إلا عند عتبة دوري النخبة والأضواء مبروك ألف مليون ترليون مبروك (للبلوز) زرق حضرموت ولجماهيرهم الذين لا يقهرون ولكل من ساهم بتسجيل هذا الإنجاز بأحرف من نور في أرشيف كرتنا اليمنية، وقبل ذلك في أرشيف الكرة الحضرمية على صعيد الوادي وحضرموت بشكل عام..ولن أفي الغرفاوية حقهم غير أنني لن أنسى تلك اللحظات وتلك الصورة التي لن تمحى من ذاكرتي حينما سقط أمين عام فرع اتحاد الكرة بالوادي وقلبه النابض الأخ هود سعيد مغشياً عليه، والذي كان يحتضن المدرب القدير وابن النادي المخلص أبو ماجد ورفيق دربه الكابتن عرفان والذي كان مثالاً حياً لعظمة هذا الإنجاز، الذي جعله ينهار من بين يدي الجميع ويغرق في بحر من الدموع التي تحولت إلى لحظة فزع مخيفة..إنها حقاً لحظات سعيدة ونادرة عشناها جميعا فهنيئاً يابلوز الوادي وشدوا الهمة لامتحان واختبار آخر أنتم قده، حيث أعطيتم صورة مشرفة لكرة حضرمية في دوري الأضواء قسا عليها الزمن غير أنها لا تستسلم، لأنها قوية وقادرة على كتابة وصياغة التاريخ في أي وقت، والذي هو خير شاهد على عراقتها وما تكتنزه من نوادر وحكايات حية لشباب وأساتذة أجلاء وضعوا الأساس المتين وقدموا صوراً رائعة وجميلة للآخرين من خلال هذا الميدان الرياضي،والذي هو امتداد لحضارة وريادة الإنسان في حضرموت الذي سمته وديدنه الإبداع في مختلف المجالات وارجعوا للتاريخ الذي هو الفيصل بيننا وبينكم ودامت الأفراح والمسرات في عموم وطننا الحبيب وفي ربوع حضرموت العطاء والحضارة ومليون تريليون مبروك التأهل لدوري الأضواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى