فقيد الصحافة الكبير في ذكرى رحيله الثالثة.. معروف حداد.. الصحفي المهني الإنسان صاحب الروح الطيبة

> لبنى الخطيب:

> يصادف يوم غد 4/26 الذكرى الثالثة لوفاة معروف حداد.. الصحفي المهني القدير، والإنسان صاحب الروح الطيبة في عالم الصحافة (مهنة المتاعب في بلاط صاحبة الجلالة)، المولود في 25 أكتوبر 1947م بمدينة كريتر (عدن).

عاش معروف وهو المعروف بسيطا ومات بسيطا لا رصيد يملكه في البنوك ولا قيمة لفاتورة علاجه التي سددت من آخر راتب له في الحياة.. لم يتودد لهذا أو يتمسح بذاك، كان عفيف اليد واللسان.

في أي موقع إعلامي تواجد فيه معروف أحب العمل وأبدع فيه لأنه موهوب، بصماته العملية في أرشيف الصحف مدونة بمواضيعه الشتى، وكذا في إذاعة عدن حيث عمل فيها وولد على يديه في 1970م برنامج «أنباء وتقارير» و ما زال يبث يوميا من إذاعة عدن عقب نشرة الأخبار الرئيسية في الثالثة والنصف مساء، و شاركه زملاؤه في العمل الإذاعي آنذاك وبينهم جمال الدين الخطيب -وفخورة جدا - بأنه أخي.

من عرف معروف حداد يتذكر طريقة كلامه ولغته الصحفية الواضحة وكلماته الانجليزية التي لا يخلو حديثه منها، أحب الخير وساعد الآخرين وأكثر من شخص يدعو له بالرحمة لأنه ساهم في حل مشكلة ما لشخص أو تذليل عقبة في الحياة لآخر، وأسعد البعض بتوظيفهم في مرافق حكومية عندما كانت هناك الإمكانات وسوق العمل مفتوحة للجميع.

تجده مثل النحلة في الصحيفة مرة.. في قسم الأرشيف الصحفي.. في الطابق الأخير من المبنى القديم لصحيفة «14 أكتوبر» باحثا عن صورة لمادته الصحفية الجديدة أو للقراءة من الملفات المؤرشفة بالقسم، ومرات سائلا: «وصلت الجرائد اليوم يا بنات؟» وهي الصحف والمجلات العربية والأجنبية التي كانت تصل الصحيفة للتداول بين الصحفيين فقط في زمن كان الإعلام مقتصرا على عدد قليل من الصحف الخارجية المتداولة في البلد، ومرة أخرى تجده في قسمه بعد عودته من تغطية صحفية، أو تجده في سكرتارية التحرير أو عند رئيس التحرير للتشاور فيما يخص العمل.

معرفتي بالأستاذ الفقيد معروف حداد منذ تأديتي للخدمة الوطنية في الصحيفة 1983-1981م، و فترات تطبيقاتي العملية في الصحيفة وقت الإجازات الصيفية أثناء دراستي لتخصص الصحافة في مدينة «مينسك» جمهورية روسيا البيضاء.

سعيدة جدا أنني استفدت وعملت مع قامات إعلامية كبيرة عرفتهم عدن واليمن وكانوا مهنيين بمعنى الكلمة، بعضهم على المعاش ومنهم من قضى نحبه.

ارتبط معروف حداد بالصحيفة كثيرا وكانت بيته الثاني، عمل في قسم الشؤون المحلية برفقة الأساتذة القديرين محمد مخشف، عبدالسلام طاهر، عبدالقادر سنان وفاتن بافقيه، وأثناء نوبته دائما ما يتواجد داخل الغرفة الصغيرة جدا في الصحيفة الموجود فيها جهاز «التيكر» الذي يستقبل الأخبار عبر الذبذبات الكهربائية المرسلة من المصدر الرئيسي للأخبار لجميع أجهزة الإعلام في اليمن الديمقراطي آنذاك وهي «وكالة أنباء عدن - (أ ن أ) ADEN NEWS AGENCY» من مقرها في التواهي، كان معروف يقف بجانب الجهاز يقرأ شريط الأخبار «الرول» و يقص الأخبار المحلية للقسم.

السيرة العملية والشخصية للفقيد معروف حداد حافلة بالكثير، فقد تحمل أكثر من مهمة في أكثر من موقع إعلامي، وأكبر مدة قضاها كانت في صحيفة «14 أكتوبر» خلالها لم يبخل في مساندة الأقلام الشابة، وكم زميل صحفي تتلمذ على يديه واكتسب مفاتيح خبراته العملية وسر نجاحه الذي توجه في سكرتارية التحرير أو مدير للتحرير.

كما شغل منصب مستشار رئيس التحرير، وهذه المناصب لم تشفع له وقت معاناته مع الأمراض المزمنة في آخر حياته والمقدرة من الله، إلا أن معاناته الحقيقية كانت في عدم التقدير والوفاء لخدمته الطويلة من قبل أهل المعرفة والقرار، و نكران من كان يعول عليهم الأمل وقت المحن بتقدير تاريخه العملي وعونه من نوائب الدهر.ومما حز في نفسي وآخرين طيبين أن اسمه غاب وعدد من الرعيل الأول في صحيفة «14 أكتوبر» من حفل التكريم مؤخرا بمناسبة الاحتفال بالعيد الأول ليوم الإعلام اليمني، ومن المثير للحزن والأسى أن يتم تكريم تلاميذ معروف حداد ويكون نصيبه النسيان.

يقال أن هناك فرصة للتكريم في العام القادم.. ولكن ياحبذا لو تم تكريم أساتذة العمل الصحفي أولا ثم بعد ذلك تلامذته.

رحمك الله أستاذنا معروف حداد، وأسكنك فسيح جناته.. فلازالت روحك الطيبة حتى اليوم تفوح بشذاها طيبا فوق رؤوس زملائك وأحبائك في كل أرجاء صحيفة «14 أكتوبر» التي كنت من أبرز أعمدتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى