وداعا للصديق أحمد صالح منصر

> سالم منصور حيدرة:

> كان خبرا مؤلما ومحزنا حين علمت بوفاة الصديق الطيب أحمد صالح منصر. عرفته منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي في صوفيا عاصمة بلغاريا ومنذ اللحظة الأولى عرفته وقورا حكيما يحافظ على هدوئه ويحترم الجميع ويسعى لحب الجميع.

ولطالما تحلى الفقيد بدماثة الأخلاق وطيب الخاطر، ميالا إلى العمل الاجتماعي يؤثر الآخرين على نفسه، حريصا على مودة الجميع.

في ليالي صوفيا البهيجة أو نهاراتها الصافية، يبقى العزيز أحمد في موقعه لا ينجرف وراء الأوهام والمزاعم، تتغير الفصول أمام ناظرينا وتمر أيام السنة وصديقنا يتوج كقائد معنوي للطلاب الحزبيين، في شتاء صوفيا وأنت تطل من النافذة ترى ابياض الثلوج كقلب أحمد، وفي الربيع تتفتح الأزهار ويكتسي جبل فيتوشا باللون المخملي نذهب سوية بعيدا عن صخب المدينة، تتغير الفصول والأيام، ولا تتغير طباع صاحبنا، لأنه جدير بالحب والاحترام.

أيها العزيز الراحل إلى عالم الخلود، قد خلدت اسمك في الآفاق، لقد رحلت بهدوء كما يرحل سائر الطيبين، وستبقى حديثا للذكريات لدى كل من عرفوك من الأصدقاء والطلاب والأحبة.. ستبقى حديث الذكريات كل الأفعال الطيبة والسلوك النبيل والأخلاق الرفيعة.. ستبقى حديث الذكريات تحفز كل العاملين في الإدارة والعلوم على تقبل الآخر واحترام الناس جميعا، على الاستماع بهدوء والاستقبال ببشاشة والتوديع بابتسامة بريئة.

الطيبون وحدهم يستحقون الثناء في وجودهم وغيابهم، الطيبون أمثال د.أحمد صالح منصر يستحقون منا الاحتفاء والتكريم قبل أن ينالوا الخلود يجب أن يخلدوا في الأرض، الطيبون وحدهم يستحقون أن نحزن لأنهم ينسحبون من حياتنا بهدوء، وقلما يحصل البعض منهم على تقدير المجتمع قبل أن تصعد روحه إلى السماء.

نم قرير العين أيها الزميل العزيز وقابل ربك على خير، فقد كنت في الفانية عسى أن تزودت منها بما يعين على الباقية، ليرحمك الله أيها الفقيد ويسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عضو مجلس النواب ورئيس رابطة الطلاب اليمنيين في بلغاريا سابقا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى