كهرباء لبعوس.. مَجْريش ولا الظُلامة!!

> عادل المدوري:

> قد لايفهم القارئ الكريم هذا العنوان الذي اخترته لمقالي وهو من الأمثال الشعبية اليافعية، و(المجريش) معناه أرض غير زراعية. وحكاية المثل أن شخصاً استدان من آخر كمية من الحبوب وظل المدين يماطل في إرجاع الدين.

ولما لم يكن بمقدوره تسديد ماعليه قبل الدائن أن يسجل له بتلك الأرض التي لا تزرع (المجريش) وهي كل ما يملك المدين بعد أن باع كل أملاكه وقال هذا المثل.

والحال ينطبق تماماً على الكهرباء الأهلية بلبعوس فهي أهلية أي من أملاك الأهالي وتولت السلطة المحلية إدارتها وتشغيلها على اعتبار أن عائداتها تسخر لتطوير وتحسين الكهرباء وتسديد إنفاقها وتوفير التيار الكهربائي إلى جميع الأهالي.. استمرت هذه الوضعية مدة طويلة حتى عام 2003 تقريبا من ثم بدأت المماطلة في ساعات العمل وقلصت من 10 ساعات في اليوم إلى 9 ثم 8 ثم 7 ثم 6 ليتها كاملة لكنها متقطعة.

شبح الديون المتراكمة أطل برأسه على الكهرباء والخلل ينتشر في المولدات التي معظمها قديمة قد أدت عمرها الكامل مهددة بالتوقف في أي لحظة. الأهالي لا حول لهم ولا قوة إما أن يقبلوا بـ6 ساعات في اليوم المتقطعة أو الظلام.

والأغرب أن الكهرباء تتوقف أياما وليالي وإن كلفت نفسك كغيور على المصلحة العامة وسألتهم عن سبب التوقف يردون بكل بساطة (ما فيش ديزل) ومبررات كثيرة تظهر إفلاس الكهرباء الأهلية وعجزها عن تغطية النفقات التشغيلية وفشلها في توفير خدمة مستقرة لجميع المواطنين وكل المناطق.

كذلك الحال أيضاً في كهرباء الحد الأهلية فقد أصابها ما أصاب كهرباء لبعوس بل إن كهرباء الحد توقفت لأكثر من شهر وقد خرجت مظاهرة في الشهر الماضي للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي.

يصل عدد سكان مديرية لبعوس وحدها إلى أكثر من ثمانين ألف نسمة ومع تزايد المباني يزداد مع وقت استهلاك التيار الكهربائي ولم تعد الكهرباء الأهلية قادرة على تغطية الطلب المتزايد للحصول على التيار الكهربائي.

وقد لجأ معظم الأهالي الميسورين إلى شراء مولدات (مواطير) خاصة لسد حاجاتهم من التيار أما الفقراء فالله حسيبهم ووكيلهم على ماهم فيه.

عندما نجد أن رقعة المعاناة عند المواطنين تتوسع لتصل إلى مديريات بأسرها نمسك المعول لنقول بلسان حالهم للجهات المختصة: فتشوا في دفاتركم لعلكم تحصلون على وصفة أو حتى حجاب لحل مشكلات المواطنين، فعلى الرغم من أن أوضاع الكهرباء بيافع في تأزم مستمر، مازال بالإمكان عمل الكثير لوقف التدهور الحاصل في الخدمات العامة.

يجب على قيادة السلطات المحلية بمديريات يافع وقيادة المحافظة ووزارة الكهرباء التحرك والعمل على إيجاد تيار كهربائي مستقر لجميع الأهالي من خلال الضم إلى المؤسسة العامة للكهرباء لتتولى الدولة بدلاً من الأهالي الإنفاق عليها كحل مؤقت، واستكمال إجراءات الربط الكهروحراري وتحديد برنامج زمني كي يغرب الظلام عن وجوه المواطنين.

ورحم الله الحكيم الزراعي اليافعي الحميد بن منصور حين قال (ما يسهر إلا معذب، وإنسان قله رجاله) والمعنى واضح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى