عقلية الشعوب..وصناعة الطغاة

> سلام سالم أبو جاهل:

> إن الأمة إذا كانت بلا هوية تنطلق منها ولا مبادئ تدافع عنها ولا رسالة توجهها ولا أهداف تسعى لتحقيقها أصبحت كالبهائم السائبة المعرضة للخطر في أي لحظة.

أصبحت بلا هم سوى إشباع بطونها والبحث عن ملذاتها فلا تدري أذئب هذا الذي يرعاها ويحرسها أم إنسان!!.. وإن السلطة لا تأتي إلا من صناعة الشعوب.

فالسلطة التي يصنعها الضعفاء المتملقون المتنازلون عن حقوقهم، المسقطون لكرامتهم لابد أن تكون سلطة طاغية ظالمة مستأثرة بمقدرات الأوطان وأقوات الشعوب.

أما السلطة التي يصنعها الأقوياء أصحاب المبادئ والرؤى الصادقة وأصحاب الهم الإنساني فإنها تكون بلا أدنى شك سلطة عادلة رحيمة تحمل هموم الأمة وتتلمس آلامها وتتحقق آمالها وتسعى لإسعاد شعوبها، ولأنها سلطة تنطلق من قوة مبادئها فهي تفوق السلطة التي تنطلق من مبادئ قوتها.

وإن ماحدث بالأمس القريب في كود قرو ويحدث كل يوم في ربوع جنوبنا الحبيب ليس إلا انعكاسا طبيعيا لعقلية السلطة المريضة التي تستخدم مبدأ القوة في معالجة الأمور، ذلك المبدأ الذي سرعان ماينتهي ويتلاشى أمام ثبات المبادئ وصلابة أهل الحق، فإن السلطة عندما تقوم بهتك أعراض المسلمين وهدم منازلهم لهو أكبر دليل على طغيانها في إهانة الكرامة لكل من يدافع عن حقوقه أو حتى يطالب بها، وهو دليل ثانٍ على سقوط المروءة فيمن يقوم بتلك الأعمال البربرية التي لا يقرها دين ولا عرف.

إننا نعيش اليوم في زمن الاستخفاف بالشعوب زمن الفرعنة، فقد كان فرعون مصر شخصا لا يختلف عن قومه إلا أن قومه صنعوا منه طاغية بطاعته في كل قبيح وتمجيده حتى صدق أنه أفضل منهم ومن ثم قال:(أنا ربكم الأعلى) بعد أن استخف قومه فأطاعوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى