ليبى: أبني منتخبا جديدا لإيطاليا يتمتع بشخصية البطل

> روما «الأيام الرياضي» متابعات :

>
فجر الإيطالي المخضرم مارسيللو ليبي المدير الفني لمنتخب إيطاليا مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد فى حواره مع مجلة «وورلد سوكر» العالمية أنه لن يعتمد على الحرس القديم من جيل كأس العالم 2006.

وأن الفوز ببطولة كأس القارات ليس هدفاً استراتيجياً له مقارنة بالمونديال ، واعترف بأن تورط نجله في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات عام 2006 كان أحد أهم أسباب استقالته بعد الفوز بمونديال ألمانيا..ونورد لكم هنا الحوار مع هذا المدرب الإيطالي المخضرم:

> هل خرجت بإيجابيات بعد الخسارة من البرازيل بهدفين نظيفين في المباراة الودية؟

ـ بالتأكيد على الرغم من أنني لم أكن أرغب في أن نخسر اللقاء ولكن بغض النظر عن النتيجة فقد خرجنا بالكثير من الفوائد أهمها أننا كسبنا عدداً من اللاعبين الشباب ولكن لكي تكسب يجب أن تخسر في البداية ومن الأفضل أنها جاءت في مباراة ودية ومع منتخب كبير حاول لاعبوه إثبات قدرتهم على منافسة إيطاليا أبطال العالم وأعترف بأنني أخطأت عندما غامرت باللاعبين المنضمين حديثاً للمنتخب من بداية اللقاء لأنهم لا يملكون خبرة هذه اللقاءات ولكننا استفدنا في النهاية.

> ألا ترى أن الخسارة هى بمثابة ناقوس خطر بالنسبة لكم خلال المشوار إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا؟

ـ بدأت مرحلة إعادة بناء الفريق منذ ستة أشهر فقط وإذا تذكرت معي قبل نهائيات كأس العالم 2006 كنت قد بدأت هذه المرحلة قبلها بـ 18 شهراً ، لذلك عندما لعبنا وقتها مع ألمانيا وهولندا ظهرنا بشكل أفضل ، وأتى ذلك بثماره على الفريق وتأهلنا إلى المونديال، وحصلنا على اللقب، وأعتقد أن الخسارة من البرازيل جاءت مبكرة بالنسبة لنا في هذا التوقيت.

> وهل هذا دفعك للتفكير فى الاعتماد على الحرس القديم الذين فازوا معك بكأس العالم 2006 لضمان التأهل إلى المونديال المقبل؟

ـ إطلاقا لم يحدث ، وأعتقد أن الجميع يتذكر أن آخر معسكر قبل أي مباراة في التصفيات لم يكن يضم إلا ثمانية أو تسعة لاعبين فقط من تشكيلة المنتخب، الذي فاز بمونديال ألمانيا ، لأنني قررت أن أبني فريقاً جديداً ، لديه نفس شخصية جيل 2006، وفي أول لقاء لي باللاعبين في الصيف الماضي بعد عودتي لتدريب الفريق قلت لهم بالحرف الواحد:«سأكون دائماً مديناً بالفضل لكم ، لأنكم منحتموني أكبر لقب كروي على صعيد المحترفين في حياتي ، ولكنني لا يمكنني أن أدير المنتخب بالمجاملات ، ولن أرد الجميل بهذه الطريقة»..لكنني لا أقيم اللاعبين على أساس السن ، وإنما حسب قدرتهم على تنفيذ واجباتهم المطلوبة داخل الملعب.

>هل تعتقد أن بصمات مواطنك جيوفاني تراباتوني بدأت تظهر على المنتخب الإيرلندي؟

ـ نعم ، فهو مدرب له أسلوب مميز، ونجح فى تكوين فريق مفعم بالحماس ويضم عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين يجبرون أي فريق على احترامهم ، بدليل تعادلهم معنا في المباراة الأخيرة بتصفيات كأس العالم والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.

> ما شعورك وهناك مدرب إيطالي ينافس منتخب بلاده على بطاقة التأهل للمونديال؟

ـ منذ زمن بعيد وألقى العالم «الأنجلوساكسوني» ظلاله على كرة القدم الإيطالية ، وبدأ يسخر منا ، وإذا نظرت حولك ستجد مدرب المنتخب الانجليزي هو الإيطالي فابيو كابيللو ، وتراباتوني في إيرلندا.

> ومن وجهة نظرك ما الفرق الأقرب إلى الوصول لمونديال جنوب أفريقيا؟

ـ هناك فرق لا يختلف عليها إثنان ويجب أن تضعها بدون شك لأنها اختيارات طبيعية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وانجلترا والأرجنتين والبرازيل، لأن هذه الفرق ستذهب إلى هناك بهدف واحد بأمل الفوز باللقب.

> وماذا عن كأس العالم للقارات في يونيو المقبل؟

ـ لا يمكن أن نقارن بين الفوز بكأس القارات والحصول على كأس العالم، لذلك لا أعرف مدى أهميتها بالتحديد ، ولكنني سأستعين بجميع اللاعبين الذين أعتمد عليهم في التشكيلة الأساسية باستثناء المصابين ، خصوصا أنها كانت سنة مريرة علينا بسبب كثرة الإصابات بداية من الحارس جان لويجي بوفون مروراً بثلاثي الوسط أندريه بيرلو وجينارو جاتوزو ومارو كاميرونيزي ، ولكنني متشوق ولدي فضول كبير لرؤية جنوب أفريقيا.

> هل ندمت على تقديم استقالتك عقب الفوز بكأس العالم؟

ـ بعد مرور شهر على الاستقالة ، قلت لنفسي:«ما هذا التخريب الذي أقدمت عليه»..ولكن كانت لي أسباب شخصية تجبرني على الاستقالة ، بسبب تورط نجلي دافيد فى فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي هزت الكرة الإيطالية قبل المونديال بأيام ، وعلى الرغم من ذلك أمضيت عامين رائعين بعيداً عن كرة القدم وقمت بزيارة 26 جامعة داخل إيطاليا وتحدثت مع أكثر من 40 مدير شركة، وتحدثت مع أكثر من اتحاد للكرة حول العالم ، لأن الناس كانت تضرب المثل بفريقي في كيفية قيام مجموعة من الأفراد في لحظات صعبة وحرجة أن يتحدوا لتحقيق إنجاز، ولكي أكون منصفاً فعلى الرغم من وجود مهارات فردية كبيرة في الفريق بداية من بوفون مروراً بكانافارو وزامبروتا وبيرلو وكامورانيزي وتوتي وديل بيرو كانت الروح الجماعية هي العامل الأساسي في نجاحنا.

> وكيف تقيم مستوى الفرق على المستوى الأوروبي هذا الموسم؟

ـ في الحقيقة فرق مانشستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي وليفربول أبهرت الجميع، وفى رأيي أنها لا تعبر عن الكرة الانجليزية فقط ، وإنما عن كرة القدم في العالم ككل ، لأننا إذا نظرنا إلى الملاك والمدربين واللاعبين فمعظمهم ليسوا من الانجليز ، لأن هذه الأندية دخلت فى نطاق العولمة ، ولا أعتقد أن هناك نادياً يمكن أن يمثل دولة في الوقت الحالي ، وإنما تمثيل الدول يجب أن يكون من خلال المنتخبات، لأن الأندية تعج بالأجانب عن البلد الأصلي للنادي.

> وكيف تقيم هذه الظاهرة خصوصاً فى أوروبا؟

ـ عولمة كرة القدم تسببت فى إلغاء أساليب اللعب الخاصة بمنتخبات أو فرق بعينها، فلم نعد نجد الأسلوب الانجليزي أو الإيطالي أو البرازيلي في عالمنا على الرغم من أن الأسلوب البرازيلي مازال راسخاً في لعب الكرة الجميلة ، لكنك تجد مثلاً أن «الكاتاناتشو» الإيطالية ألغيت تماماً من قاموس كرة القدم ، بسبب تغيير بيئة كرة القدم عن طريق التعاقد مع لاعبين ومدربين من بلدان معينة.

> كيف تقيم مستوى أداء الانجليزي ديفيد بيكهام بعد انضمامه للميلان هذا الموسم؟

ـ لاحظت أنه طور من أدائه ليعود للمستوى الاحترافي فى كرة القدم في محاولة منه لإزالة الانطباع السيىء الذي وصل إلى البعض عنه بسبب بعض المواقف ، خصوصاً بعد أن تكوّن لدى الكثير من جماهيره أنه يهتم بأشياء أخرى أكثر من كرة القدم ، ولكنه نجح في انتشال نفسه من هذه الأزمة وعاد لمستواه بدليل إشادة مدربه وجميع زملائه به.

> وهل طهرت الكرة الإيطالية نفسها بعد فضيحة التلاعب في نتائج المباريات؟

ـ المشكلة أنه في كل مجال عمل يوجد الجيد والسيىء ، وإذا استبعدنا الجزء السيىء انصلح الحال ، ونفس الأمر في كرة القدم ، ولكننا يجب ألا نخلط ونقوم بتعميم المثال السيىء رغم وجود أناس شرفاء.

> وماذا عن السلوك السيىء لجماهير الكرة الإيطالية مؤخراً؟

ـ هناك اعتقاد خاطئ لدى الجميع بأن كل المشكلات متعلقة بكرة القدم ولا نراعي أن كرة القدم جزء من المجتمع ، وتتأثر بالأحداث السلبية الدائرة فيه ، ومعظم الحوادث التي يتم ربطها بكرة القدم تحدث بعيداً عن الملاعب مثل مقتل المشجع في كاتانيا كان خارج الاستاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى