في العيد التاسع عشر بعد المائة تحية للأيادي العاملة في يومها العالمي الأول من مايو

> لبنى الخطيب:

>
مع كل عدد من صحيفة «الأيام» مصدر لرزقها
مع كل عدد من صحيفة «الأيام» مصدر لرزقها
في الأول من مايو من كل عام تحتفل الطبقة العاملة بعيدها العالمي، هذه الفكرة ولدت أولا في أستراليا عندما قرر العمال هناك سنة 1856م تنظيم يوم للتوقف الكامل عن العمل مصحوب باجتماعات وتسليات.

تأييدا ليوم عمل ذي ثماني ساعات، حيث كانت ساعات العمل تزيد عن عشر ساعات يوميا. ومع تطور الحركة العمالية في أوروبا وصارت أكثر حيوية قرر في مؤتمر العمال العالمي سنة 1890م الذي حضره (400 مندوب) أن يكون يوم العمل ثماني ساعات في العمل فقط، وهو المطلب الأول.. وقرر المؤتمر أيضا اعتبار هذا التاريخ يوما للاحتفال بيوم العمال العالمي.

وتوالت السنين عاما بعد عام نجد حالة الطبقة العاملة في بقاع العالم تختلف مستوياتها وظروف عملها باختلاف الأنظمة وقوانين العمل فيها، فالبعض اتبع سياسات اقتصادية معينة أضرت بالأيادي العاملة القادرة والمتدربة و أصبحت تغرد خارج السرب بعد تسريحها القسري من أعمالهم نتيجة لخصخصة تلك المصانع والمنشآت الإنتاجية تحت مبرر عدم توفر الإمكانات المادية لتشغيلها، وما يحز في النفس بعض الأعمال الشاقة اليدوية التي تعتمد على عمالة الأطفال الذين مكانهم الحقيقي على مقاعد الدراسة، ولظروفهم الاقتصادية والاجتماعية المتردية تستغل طفولتهم البريئة من ذوي رأس المال.

تحية للطبقة العمالة اليمنية خاصة والعالمية عامة في بعيدهم العالمي، ولكل قطرة عرق تسقط من جبينهم.. والتحية لإخواني عمال النظافة المنتشرين على طول الأرض وعرضها، ولزملائي في الإعلام بوسائله المختلفة الباحثين وراء الحقيقة لبناء مادة إعلامية هادفة في التوعية، ولكل الجنود المجهولين من خلفهم لإخراجها للمتلقي في أحلى حلة صوت أم صورة أم مطبوعة.

وأحيي أهل الدار (دار «الأيام») والأستاذين الناشرين هشام وتمام باشراحيل وجميع الزملاء بهذا اليوم المشهود له عالميا ولقرب الاحتفال بيوم الصحافة العالمي 3 مايو.. والتحية موصولة للزملاء في قسم الاستعلامات الذين لا تنقطع رنات المكالمات الهاتفية كل دقيقة في نوبتهم أو باستقبال رسائل عبر الفاكس ولا يملون الرد على المكالمات من مراسلين ومواطنين، مجيبين عليها: «ألوو «الأيام»»..

يسرى نموذج للمرأة العاملة المكافحة
يسرى نموذج للمرأة العاملة المكافحة
وهنا - لا أشكك بعمل الآخرين في أي مرفق أخر-.. كما أحيي بتقدير كبير كل الإخوة بائعي وموزعي الصحف في الطرقات ومحلات تجمع المواطنين لتوفير لقمة عيش كريمة وبسيطة لهم ولأسرهم، وأخص به النموذج الجميل الأخت يسرى (أم عهد) بائعة «الأيام» في جولة (كالتكس) في المنصورة بمحافظة عدن، فمنذ الصباح الباكر تبدأ عملها في الجولة متنقلة بين سائقي المركبات الصغيرة والكبيرة غير عابئة بخطر الطريق أو حرارة الجو المشمس وهي حامل في شهرها الأخير، لا تجد أي حرج أو خجل من عملها الشريف لظروف حاجتها الاقتصادية، فهي سعيدة بعملها لتعتاش منه وأسرتها الصغيرة، ويقال: «وراء كل عظيم امرأة» أيضا وراء كل امرأة ناجحة رجل، والنجاح هنا كبير ليسرى في تخطيها عمل مازال محتكرا على الرجال فقط وبكل فخر تقول: «زوجي رياض شجعني على ذلك».. وما شدني لكتابة الكلمات الصادقة نحوها في يوم ما و أنا بطريقي إلى مدينة الشعب راقبتها عن بعد في جولة (كالتكس) تتنقل كالفراشة من سيارة إلى أخرى هذا يدعو لها وذاك يوقف مقود السيارة بانتظار شراء الصحيفة قربت منها وهي لم تلحظني، إلا و أنا أسأل أحد سائقي المركبات الصغيرة: «عزيزي لماذا فضلت الشراء من الأخت يسرى على الرغم أن هناك زميلا آخرا يشاركها البيع في الجولة؟».. رد سائق المركبة قائلا: «هي لديها أسرة وتعمل لإعالتها». شيء جميل أن نساعد بعضنا لتوفير لقمة عيش هنيئة وشريفة.. كما أحيي زميل يسرى في الجولة بائع الصحف وهو(أبكم) و لم يتضجر من وجود يسرى للبيع بجانبه، بدليل وجوده كل يوم في جولة (كالتكس) التي تعد مركزا رئيسا لانطلاق المواطنين إلى مقار أعمالهم.. ألف تحية وتعظيم سلام ليسرى، ولكل الشرفاء العاملين في هذه الأرض الطيبة وبقاع العالم.. كل عام والجميع بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى