بعيدا عن التخوين وقعقعة السلاح

> د.هشام محسن السقــاف:

> كان الأخ الأستاذ سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية الأكثر صدقا واقترابا من واقع الماسأة المحدقة في الاجتماع الذي ضم (1000 شخص من قيادات الجنوب المتواجدين في السلطة).

حسب قول الزميلة (الأهالي) العدد 91، بالبحث في جذور المشكلة، بدلا من لغة إلقاء الآخرين، وهو القول الأكثر شفافية- حسب (الأهالي) نفسها- في ذلك اللقاء المهم الذي رعاه وحضره فخامة الأخ الرئيس.

وحسبنا أن الأوضاع تتطلب المصارحة والصدق في القول بدلا من التدليس والتخبط والتخوين والتكفير، وهي مفردات دأب عليها إعلام يستنشق روائح الكلم من سلة الشمولية والديكتاتورية المجربة والبغيضة في فترات ماقبل الوحدة. وفخامة الأخ الرئيس أشاد بمآثر أبناء الجنوب وتضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية في الشمال وماكان من أمر الثورة العظيمة في الجنوب التي تكللت بالاستقلال الناجز ثم تحقيق الوحدة اليمنية.

وهو الكلام الذي يعلو على انحطاط البعض ممن دأبوا في الآونة الأخيرة على رمي الجنوب وحركة نضاله السلمية بشتى أنواع التشنيع والقذف والوعد والوعيد، بينما العقل الوطني المخلص ينبغي أن يعالج الأمور في نصابها الصحيح، ويكفي أن نشير إلى المحاولات الجادة للجان الرئاسية في العام 2007م التي لعب فيها الأستاذ عبدالقادر هلال دورا مخلصا لا يستهان به، وماتمخض عن نزولها إلى المناطق الجنوبية والشرقية، واستقصاء الحالة الملتهبة، من تقرير شهير عرف إعلاميا بتقرير باصرة - هلال، وفيه خلاصة مايمكن أن يصل إليه المسؤول الصادق من حقيقة يقدمها إلى المعني بالأمر صانع القرار السياسي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وفحواه لم يعد بخافٍ على أحد: الوطن مقابل خمسة عشر من المتنفذين العابثين.

ولو كنا في بلد مؤسساتيا حتى من اللحظة التي وصلنا فيها إلى حافة الهاوية عامئذ (2007م) لكننا قد تلافينا ماوصلت إليه الأمور اليوم.

ومنذ تلك الفترة كان الأخ سالم صالح محمد في لقاءاته المتعددة بالناس أو من خلال اللجنة التي ترأسها لمعالجة آثار الماضي صادقا في طرحه ونصائحه، محذرا من هول ماينتظر الوطن من أهوال إن تغاضينا عن المشكلات الحقيقية التي واجهت الجنوب الشريك الأساسي في صنع حلم الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م مضحيا بكل شيء في سبيلها، متطلعا إلى دولة ديمقراطية عصرية تذوب فيها الكيانات الشطرية.

وألق هذا اليوم التاريخي لن يعود إلا بالشراكة الكاملة وبالديمقراطية الحقة وبالمواطنة المتساوية وبتمكين أبناء الجنوب من كامل حقوقهم غير منقوصة، ففي عزتهم عز لكل الوطن ولكل أبناء الشعب.

علينا أن نبتعد عن لغة الاستعلاء والتخوين وقعقعة السلاح، ونعترف بالأخطاء ليتسنى لنا وضع العلاج المناسب في مكان الداء، والاتجاه إلى صيغة تحاورية تضم كل المكونات السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج بروح وطنية مخلصة متجردة من المصالح الذاتية والنفعية، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى