آه لو تعلم حكمت أبو زيد بإسفاف «توتو مايو»

> نجيب محمد يابلي:

> الدكتورة حكمت أبو زيد ذاع صيتها في ستينات القرن الماضي كأستاذة جامعية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة يحسب لها الأستاذ والطالب ألف حساب.

كما شغلت منصبا وزاريا في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واختلفت مع الرئيس السادات.

وغادرت مصر مع زوجها الدكتور محمد الصياد إلى ليبيا وعملا أستاذين في جامعة الفاتح بطرابلس وألصقت بها السلطة اتهامات بأنها وراء ما حدث للسفارة المصرية في ليبيا وأنها خرجت في مظاهرة تشفيا بمقتل الرئيس السادات، وكانت القمة العربية منعقدة في بيروت (أكتوبر، 1981)وعاشت في المنفى مدة (19) عاما وكان اسمها مدرجا في قائمة المطلوبين للأمن المصري بتهمة الخيانة، إلا أن المحكمة الدستورية برأتها مع آخرين وصدر حكمها في فبراير 1991م وتم إلغاء الحراسة على ممتلكاتها وسمح لها بحمل جواز السفر المصري في مارس 1992م.

الدكتورة حكمت أبعد ما تكون عن الخيانة فتاريخها ناصع البياض وهي صاحبة تجربة ومواقف وطنية، فقد أسست مع ميلاد حنا وعبدالعظيم أنيس وفائق فريد وغيرهم لجنة وطنية للدفاع عن الثورة أثناء قيامها عام 1952م وسبق أن قادت مظاهرة ضد الاحتلال وأحرقت العلم البريطاني وهي طالبة في المدرسة الثانوية، وقد قالت الدكتورة حكمت عن حبها الشديد لمصر:«أشعر دائما بأنها مغرية مثل المرأة الجميلة التي يتقاتل عليها الرجال.. فأنا امرأة شربت من لبن الوطن».

(الأهرام العربي- العدد 164 - 13مايو 2000م)

استضافتها الإعلامية المعروفة هالة سرحان واستدرجتها إلى مواقف متشددة اتخذتها في السبعينات من القرن الماضي ومست في ذلك الحوار الرئيس السابق أنور السادات، رحمه الله، فمثلت الدكتورة حكمت أمام نيابة أمن الدولة وواجهت تهما خطيرة قبل أن يفرج عنها بكفالة.

أحمد فرغلي من «الأهرام العربي» (في العدد السابق ذكره) حاورها وقال في الديباجة:«وتبا لهذه الصراحة (أي صراحة الدكتورة حكمت) إذا استغلت طبيعة الإنسان الطاعن في السن الذي كان في يوم ما شيئا عظيما وأصبح الآن على الهامش.. مثل هذا النوع من البشر ما أسهل استفزازه واسألوا حسين الشافعي».

ورد في بداية الحوار:«خرجت حكمت أبو زيد من غرفتها وهي لا تقوى على حمل جسدها النحيل قبل أن أسألها سألتني: أنا ليه بيتحقق معايا، وليه جرايد الحكومة مش واقفة معايا، وهل يقبل أحدكم التفتيش في حنايا وجدانه وأعماق عقله الباطن وضميره ومحاسبته على أفكاره وآرائه وأين هي حرية الرأي؟» آه يادكتور حكمت إنك تتحدثين عن صحافة أرقى بكثير مما هي عندنا.. وآه ثم آه يادكتورة.. لو أن مساوئ الصدف قادتك لقراءة عينات من مياه الصرف القادمة من «توتو مايو» لغسلت يديك من السلطة في اليمن وصحافتها المنحطة الموجهة بالريموت كنترول.

إن صحف السلطة وحزبها البائس الذي يتجسد بؤسه في «توتو مايو» تنضح بعبارات لا تسمعينها إلا من أراذل البشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى