فيض أسى.. جادت به المنون

> مازن سالم صالح:

> فيض أسى جادت به المنون، وأنا أستقبل خبر نعيك يا أبا محمد، ونحن أمام هذا القضاء الجلل، لا نملك إلا الرضا به والتصبر عليه، رغما عن اللوعة الصادرة.

بشعور المرارة للرحيل الفاجع والمؤلم وحسبنا في ذلك أن المولى قد اختارك إلى جواره في رحاب الخالدين ولواء المقبولين بإذنه، ولعلها تعجز الكلمات في التعبير عن المودة إليك، وتنفلت من عقالها على غير العادة.. لكنني ألتمس منها أن تطلق العنان.. فليس المجال مجال التحفظ والمواربة.. ولكنه التصريح والإعلان والحنين لشخصية امتزجت فيها أرواح الآخرين وامتزجت هي في الحب والتسامي الروحي لأطياف من البشر مختلفين.

ظروف الحياة جمعتني بالراحل مرتين فقط في عدن وأبين.. وإن بصوره غير مباشرة، ولم أكن أقدر في تلك الفترة، لحداثة العهد والسن، أن أعبر عن المعزة التي تعتريني تجاه هذه الشخصية المحبوبة الطموحة.. وكنت أعتقد في سريرتي أن الأيام القادمة كفيلة بعكس هذه المودة وترجمة ذلك الشعور، ولم أدر وأتصور أنها آخر عهدي بالراحل الذي غادرنا فجأة في غربة موحشة وحنين بالغ.. وكأني به من فرسان العصور الأولى.. أو على حد تعبير شاعرهم مالك الذي كان يوما في جيش سعيد بن عثمان ابن عفان غازيا:

«فيا صاحباً إما عرضت فبلغن

بني مازن والريب أن لاتلاقيا

غريب بعيد الدار ثاوٍ بقفرة

يد الدهر معروف بأن لاتدانيا

خذاني فجراني إليكما

فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت

سريعاً لدى الهيجا إلى من دعانيا

رحمة تغشاك يا أيها الفارس في بلاط «الأيام» ويا أيها الفارس في مقام صاحبة الجلالة، ويا أيها الفارس في ميادين الرياضة ويا صاحب «الفرسان».. سقيا لك وريا لتربتك وتثبيتا من عند مولاك وشفاعة من نبيك ومرضيا في أخراك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى