الفيروس يهدد ملايين الأشخاص المصابين بأمراض أخرى.. حالة طوارئ عالمية من تفشي وباء انفلونزا الخنازير

> مكسيكو سيتي «الأيام» رويترز:

>
لينيت غراهام ترتدي قناعا طبيا وقفازات مطاطية وتقف مع إشعار الصحة خارج مدرسة كليمر الابتدائية في شيكاغو، حيث قرر مسؤولو الصحة إغلاق المدرسة بعد حالة يشتبه بأنها انفلونزا الخنازير
لينيت غراهام ترتدي قناعا طبيا وقفازات مطاطية وتقف مع إشعار الصحة خارج مدرسة كليمر الابتدائية في شيكاغو، حيث قرر مسؤولو الصحة إغلاق المدرسة بعد حالة يشتبه بأنها انفلونزا الخنازير
قالت المكسيك إن فيروسا جديدا للإنفلونزا تسبب في وفاة 149 شخصا وأمرت بإغلاق كل المدارس في أنحاء البلاد الاثنين الماضي مع انتقال المرض إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال تفشي وباء.

وينتقل الفيروس بسرعة بين البشر ورغم أنه لم يسفر عن وفيات بشرية إلا في المكسيك حتى الآن اتخذت الحكومات في أنحاء العالم إجراءات لمحاولة تقليص الآثار.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن لجنة الطوارئ بالمنظمة ربما تقرر رفع درجة التحذير من وباء إلى الدرجة الرابعة أو الخامسة من ست درجات الأمر الذي يشير إلى أن منظمة الصحة تعتقد في احتمال تفشي المرض على نطاق واسع.

وقال مسؤولون بالقطاع الصحي في الولايات المتحدة إن لديهم الآن 40 حالة إصابة مؤكدة بالإنفلونزا منها 20 حالة جديدة في مدرسة بمدينة نيويورك.

ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الحذر بخصوص السفر إلى المكسيك كما حث الاتحاد الأوروبي مواطنيه على تجنب السفر غير الضروري إلى مناطق تأثرت بإنفلونزا الخنازير.

وتعتمد المكسيك بشدة على السياحة ثالث أهم مصادرها للعملات الأجنبية ويسافر ملايين الأمريكيين إلى المكسيك سنويا.

وقال وزير الصحة المكسيكي خوسيه انجيل كوردوبا إن الوباء يعتقد حاليا أنه تسبب في وفاة 149 شخصا وإن عدد الحالات قد يستمر في الزيادة.

وأغلقت المدارس أبوابها بالفعل في العاصمة المترامية الأطراف وأمر الوزير بإلغاء الدراسة في أنحاء المكسيك حتى السادس من مايو .

وانخفضت أسعار النفط أكثر من أربعة بالمئة إلى أقل من 50 دولارا للبرميل وسط مخاوف المستثمرين من ضربة جديدة للاقتصاد العالمي الهش بالفعل إذا تراجعت التدفقات التجارية وتضررت الصناعة.

وتراجع مؤشر (أم.اس.سي.اي) للأسهم العالمية واحدا بالمئة وانخفضت الأسهم الأمريكية وسط تعاملات مضطربة.

ويطلق على الفيروس على نطاق واسع اسم إنفلونزا الخنازير رغم أنه يحتوي على مكونات انفلونزا الطيور والبشر والخنازير ولم يظهر بالفعل بين الخنازير.

وأصبحت اسبانيا أول دولة في أوروبا تؤكد ظهور حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير بعد أن اكتشفت إصابة رجل عاد من رحلة إلى المكسيك الأسبوع الماضي بالفيروس.

ولكن حالته ليست خطيرة مثلها في ذلك 40 حالة اكتشفت في الولايات المتحدة وست في كندا.

كما يجري علاج مدرس نيوزيلندي ونحو 12 من الطلبة عادوا في الآونة الأخيرة من رحلة إلى المكسيك كحالات إصابة خفيفة بالفيروس.

وقالت وزيرة الصحة باسكتلندا إن الاختبارات أثبتت إصابة شخصين بإنفلونزا الخنازير وإنهما يعالجان في معزل بمستشفى قرب جلاسجو.. وهاتان هما أول حالتي إصابة مؤكدتين في بريطانيا.

وتم الإبلاغ عن حالات يشتبه في إصابتها بانفلونزا الخنازير في فرنسا وإيطاليا وإسرائيل.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المسؤولين يتابعون عن كثب حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير في البلاد لكنه سعى أيضا إلى تهدئة المخاوف.

وقال أوباما في اجتماع للأكاديمية الوطنية للعلوم «هذا بالتأكيد سبب للقلق ويتطلب حالة تأهب مشددة.

لكنه ليس مدعاة للانزعاج». وعزز الكثير من الدول اجراءات المراقبة بالمطارات والموانئ باستخدام كاميرات ومجسات حرارية للتعرف على المصابين بالحمى.

وفتحت منظمة الصحة العالمية مركز القيادة التابع لها المعروف باسم «غرفة الحرب» الذي يعمل على مدار 24 ساعة.

ورغم أن معظم حالات الإصابة خارج المكسيك خفيفة نسبيا أعربت مسؤولة بالمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها عن مخاوفها من احتمال حدوث وفيات بين الأمريكيين.

وفي أسواق المال تراجعت أسهم شركات السفر والسياحة مثل شركة (كاثاي باسيفيك ايرويز) في هونج كونج وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايرويز) بشدة في حين سجلت أسهم شركات الأدوية مثل روش ارتفاعا.

وقال جاستين أوركوهارت ستيوارت مدير الاستثمار بشركة سيفين انفستمنت مانجمنت في لندن «تهديد الوباء سيضيف مزيدا من الضعف إلى التجارة العالمية.

رأينا مع سارس (مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد) انخفاض المؤشر بنسب كبيرة وكان ذلك في وقت انتعاش.

إذا حدث ذلك في وقت أضعف فيرجح أن يكون أكثر إيلاما».

وكان تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد عام 2003 مقصورا إلى حد بعيد على جنوب شرق آسيا وكلف اقتصاد المنطقة نحو 0.6 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي. وكانت تقديرات البنك الدولي العام الماضي تشير إلى أن وباء عالميا للانفلونزا قد يكلف العالم ثلاثة تريليونات دولار ويخفض إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة خمسة بالمئة.

وتراجع البيزو المكسيكي أكثر من ثلاثة في المئة الاثنين الماضي وتهاوت سوق الأسهم 4.1 في المئة نتيجة القلق من أن تؤدي المخاوف من الفيروس إلى زيادة ركود الاقتصاد.

وفي مكسيكو سيتي أغلقت السلطات بالفعل المدارس والكنائس والملاعب الرياضية ودور العرض السينمائي والمسارح والحانات والأندية لكن غالبية المواطنين توجهوا إلى أعمالهم يوم الاثنين كما ازدحمت الحافلات وقطارات الأنفاق بالركاب الذين ارتدوا أقنعة طبية.

وتخوض المكسيك بالفعل حربا ضد المخدرات وركودا اقتصاديا وازدادت الأجواء قتامة الاثنين عندما هز زلزال بقوة ست درجات العاصمة مكسيكو سيتي رغم أنه لم ترد تقارير فورية بشأن سقوط قتلى أو حدوث اضرار.

وقضى الكثيرون في العاصمة العطلة الأسبوعية في منازلهم أو ارتدوا أقنعة طبية زرقاء اللون وزعها جنود مكسيكيون في شاحنات حتى يتمكنوا من السير في الشوارع التي سادها الهدوء الغريب.. وتفكر سلطات المدينة في إيقاف حركة النقل العام.

وحاولت السلطات الصحية في أنحاء آسيا تطمين المواطنين بالقول إن لديها مخزونات كافية من العقاقير المضادة للانفلونزا لمواجهة أي تفش. وقال جوان يي وهو أستاذ أكاديمي بجامعة هونج كونج ساعد على مكافحة فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وانفلونزا الطيور «نحن على شفا وباء».

وأضاف «أعتقد أن تفشي هذا الفيروس بين البشر لا يمكن احتواؤه خلال فترة قصيرة.. إننا في عد تنازلي باتجاه وباء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى