أبا محمد.. قلبي بفراقك مفجوع

> شكري حسين:

> قلبي بفراقك أبا محمد اليوم مفجوع.. وروحي لموتك أيها الغالي منهكة.. ونفسي يوم وسد جثمانك الطاهر الثرى حزينة باكية.

آه عادل.. كنت أعلم وأنا أذرف الدموع لفراقك المؤلم أن الحياة مسرح تركض فيه المصائب وتتسابق فيه النكبات.. وأية نكبة أشد وأقوى من نكبة فراقك، وأي مأساة جثمت على صدورنا أقوى من مأساة رحيلك.

كنت أعلم أخي الحبيب أن الحزن تكدير للحياة، وتنغيص للعيش ومصل سام للروح.. ولكن.. أي مصل هذا الذي أصاب قلوبنا يوم تناهى إلى مسامعنا خبر وفاتك، وأي كدر أشد وأفظع من خبر رحيلك عن دنيانا الفانية وبكاء الناس كل الناس عليك.

أبا محمد وحسن وعائدة وأدهم.. أيها الساكن بين ثنايا الروح ومسامات الجسد.. ماذا عساي أن أقول في حضرة حزني الأكبر عليك.. آتحدث عن هول صدمتي بخبر وفاتك.. أم أتحدث عن ما أصابني من هم وغم وألم وحسرة حين معرفتي بمرضك ورقودك.. أم أدع هذا وذاك وأتحدث عن ذكرياتي الجميلة معك، وأيام البهجة التي قضيتها بصحبتك ومواقفك الرائعة والخالدة مع كل أهلك وأحبابك وخلانك.

آه يا دنيا، كم أنتِ متجهمة اليوم في وجهي.. وكم أنتِ مكدرة أمامي.. خبريني كيف حولت فجأة الماء الزلال في حلقي علقما والوردة الزاهية في نظري شوكة.. قولي لي كيف حولت حديقة أيامي الخضراء إلى صحراء قاحلة.

أبا محمد.. لم تكن إعلاميا بارزا وقلما شجاعا وكاتبا متفردا وحسب.. ولكنك كنت أخا ودودا ورجلا كريما صاحب أخلاق فاضلة وسجايا حميدة.. تنشغل بأمور وهموم أصحابك وأصدقائك ربما أكثر من انشغالك بعائلتك (عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة)، وكنت سعيدا بخدمتك الآخرين، وكنا أسعد الناس بك.. فلا غرابة اليوم أن ذرفنا عليك نحن زملاء الحرف الدموع مدرارا، ولا عجب يوم أن جعلناك ملهما وقائدا لنا:

فإنك شمس والبقية كواكب

إذا طلعت لم يبق منهن كوكب

نعم كنت وحدك، لا شيء مختلف أيها الزعيم، كما يحلو لرفيق دربك الخلوق عبدالله مهيم أن يناديك، فأنت إنسان من عالم آخر لايوجد لك في الوسط الإعلامي شبيه أو قرين.. كنت كحامل المسك بين ظهرانينا تنفع نفسك وأصدقاءك وكل من هم حولك.

أبا محمد.. الآن فقط أدركت معنى كلامك لي بمعية أخي مختار محمد حسن أثناء رحلة عمان الأخيرة عندما قلت «إذا ذهبت مصر فلن أعود»، أشعر أنها الآن تخترق جدران سمعي وتقطع نياط قلبي لأني لم أعلم حينها ولا أنت أنها قد تكون كلمات الوداع الأخيرة، أو ربما إيحاءات ربانية اشتياقية من المولى عز وجل.. ندمت لأنني لم أحتضنك وقتها، ولم أقبلك أو أتوسل إليك بعدم تكرارها أو منعك من قولها.. تألمت يوم أن تركتك تغادر إلى القاهرة من دون وداع على الرغم من تأكيدك لي قبيل سفرك بيومين في آخر اتصال هاتفي من أنك ستخبر كل أصدقائك وأحبابك بيوم السفر.. واليوم وقد سافرت إلى دار الخلود من دون وداع وتركتنا نصارع طواحين الألم على فراقك.. نقول: يا آبا محمد من سيمسح الجرح بعدك ومن سيحمل مشاكل الدفاع عنا بعد مغادرتك.

أخي الحبيب.. ثق أننا سنداوم على ذكرك والدعاء لك كما كنت تداوم على ذكرنا والسؤال عنا.. وسنظل أيها الغالي نترحم عليك في كل وقت حين، وسندعو ربنا أن يجمعنا بك في دار الخلود آمنين مطمئنين.. اللهم آمين!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى