وترجل الفارس الأعسم

> عبدالخالق مثنى الحود:

> حياة صعبة اختارها، يجلس مع أصحابه فيملأ المكان حركة وحيوية وضحكات، يحتوي الجميع كعادته ويشعر بحسه المرهف بأوجاع الجميع، شعور لايخرجه عن إيمانه بما يؤمن به.

وهي ثوابت لديه كما عرفته، عرضت عليه المناصب تباعا وحياة مترفة مليئة بالطيبات فسرحهما سراحا جميلا ونفض يديه عن علائق هذا المتاع، مهرولا نحو قدره وبين صفوف البسطاء الذين أفنى زهرة شبابه يبحث عن حقهم، رجل سابق الزمان ليصنع لنا مجدا، وإذا أردت المزيد عن (العادل) فلتوفر على نفسك ما لايطمع فيه ولايقدر عليه إلا رجل لايزيده مال جمعه أو منصب بلغه أو ثروة عرضت عليه مرارا سعادة، بل سعادته تتمثل في رجوع نفسه إلى جوهرها وتفوقها على كل غرور.

ماجعلني أضع هذا الرجل في الميزان ثباته حين سقط الجميع، والجميع يشهد له بالعظمة عظمة التفوق على الذات، والتميز في المواقف، وهو على تواضعه يستمد العظمة من داخلها، وكبرياء أرعب خصومه طيلة مراحل عمره كله وهو لايتكلف البساطة بل يتنفسها، وهو يوطئ أكتافه للجميع بساطة نبعت من الشعور بالمسئولية.

عيناه أثقلهما السفر وخدود أوهنها الهم، ونفس يحملها صاحبها بين جنباته، أبية شجاعة ثابتة، إن الشجاعة والعدل صفات وأخلاق إنسانية يحمل أمانتها بنو الإنسان وتوجد بنسب متفاوتة مع الناس جميعا، غير أن الرجل لم يأخذ من الفضيلة طابعها وسيماها، بل هو الذي منح الفضيلة طابعه وسيماه، شوامخ أعلى الرجل بناها بفضائل نفسه وبطولة روحه وقناعته بنهجه.

ظل سموءلا لأفكاره وما يؤمن به، إن الشهرة طريق ما اختارها هو، بل ركضت إليه، فحملها أمانة بنفسه الجبارة التي يحركها مهماز الطموح إلى حياة أفضل للجميع، بيد أن دائرة الهم لديه لم تعد تقتصر على الواقع الذي فقد معه الرجل مد جسور التواصل، بل رغبة في التغيير، وأنا أحببت هذا الرجل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى