حسين منصور الشيخ.. الجملة العربية وتقاسيم على لحن واحد

> بيروت «الأيام» جورج جحا:

> كتاب المؤلف السعودي حسين منصور الشيخ عن الجملة والنحو العربيين على ما فيه من جهد ووضوح وكثير الشمول يدفع القارئ إلى استنتاجات مرة لا بالنسبة إلى العمل نفسه بل إلى مجمل الاهتمامات اللغوية العربية حاليا.

من هذه الاستنتاجات أن كثيرا من الاهتمامات اللغوية و«النحوية» تحديدا في أيامنا الحالية يمكن أن يشبه وإن مجازا بتقاسيم متنوعة على لحن واحد.

فبينما تقلّ أو حتى تندر أحيانا الأعمال التي تتناول ما يطرأ على اللغة بنية وطرق تعبير وكنوع من «الخلق» النحوي أو حتى من «البدع» إذا شئنا قول ذلك مما يشكل رصدا لأشكال من «التطور» اللغوي نجد أن هناك تركيزا على تراثنا النحوي وإن جاء عرضه أحيانا بأشكال تكاد جدّتها تنحصر في ما يمكن أن يعبر عنه بلغة الموسيقيين بتعبير «إعادة التوزيع».

لقد كان عمل حسين منصور الشيخ عملا جيدا في نطاق الإطار الذي حدده له فاشتغل بموضوعية ضمن هذا الإطار الذي لم يكن في وسعه الخروج عنه وإلا وقع في ما يمكن وصفه بأنه الإتيان بنحو جديد. أما كتاب حسين منصور الشيخ فقد حمل عنوانا هو «الجملة العربية.. دراسة في مفهومها وتقسيماتها النحوية».

الكتاب ورد في 123 صفحة متوسطة القطع صدر عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وكان من شأن هذا العنوان أن يوحي بأن الكتاب كتاب «مدرسي» وإن بمستوى غير عادي لو لم يستدرك المؤلف بعض ما أغفله السلف فتناوله بشرح وبقدر من النقد ولو لم يضف إلى ذلك أيضا عملية رصد لما أسماه «التقسيمات الحديثة للجملة».

وليست المسؤولية مسؤولية حسين منصور الشيخ إذا كان جل هذه التقسيمات الحديثة أقرب إلى «التقاسيم» أو إلى ما يذكّرنا على بعد الشبه بما نلحظه من تحول اسم «يوسف» مثلا إلى «جو».

يقدم الباحث عرضا واضحا لآراء النحويين القدامى. يبدأ في المقدمة بالقول إن علم النحو «يبحث...عن أصول تكوين الجملة العربية وقواعد الإعراب». لكنه يوضح قائلا «وقد اهتم النحويون الأوائل ببحث المسألة الثانية منه وأهملوا بشكل واضح بحث المسألة الأولى وهو ما سنعرض له لاحقا...».

وقال إن هذا الوضع «استحثّ بعضا من الدارسين المحدثين إلى الاهتمام بدراسة الجملة العربية نحويا فظهرت عدة دراسات... ولكن هذ تظل بحاجة إلى رفد بدراسات تراكم كثيرا مما أغفله السابقون حتى إشباع هذا الموضوع بما يستحق من البحث والتتبع».

ويقول المؤلف إن الدراسة التي يقدمها «ليست هي الأولى في دراسة الجملة العربية نحويا فهي لا تطرق موضوعا لم يسبق أن طرق من قبل لكنها دراسة مختصرة حول الجملة العربية تتناول نقطتين محددتين... وهما دراسة مفهوم وتقسيمات الجملة».

وتكمن الأهمية في مثل هذه الدراسات أنها تساهم في تركيز الأبحاث التي قلما طرقت في الدرس النحوي القديم.

في الفصل المعنون «بين مفهومي الكلام والجملة» يورد التعريف بالجملة لغويا فيقول مستشهدا بقدامى ومحدثين ومعجمات عربية «تعني كلمة (جملة) في اللغة العربية : التجمع في مقابلة التفرق ومن هنا أطلقوا كلمة (جملة) على «جماعة كل شيء» وقالوا «أخذ الشيء جملة» و«باعه جملة» أي : متجمعا لا متفرقا».

وفي مجال التعريف بالجملة نحويا قال: «يشير عدد من الدارسين إلى أنه لم يستعمل مصطلح (الجملة) أو (الجمل) في القضايا النحوية قبل محمد بن يزيد المبرّد (توفي 285 للهجرة) حين استعمل هذين المصطلجين للإشارة إلى الفعل وفاعله أو : المبتدأ وخبره...».

وفي مجال الكلام عن «التقسيمات الحديثة للجملة» تحدث عن ظهور ما أسماه تقسيمات جديدة للجملة وإن كان القارئ في أحيان عديدة لا يشعر بوجود كثير من «الجدة» الواضحة فيها. ومما أورده من ذلك تقسيم الدكتور تمام حسان الذي قسم الجملة إلى تقسيمين رئيسيين الأول من حيث المبنى فقسمها إلى «جملة اسمية تتكون من مبتدأ وخبر وجملة فعلية تتكون من فعل وفاعل ومن فعل ونائب عن الفاعل».

ومن التقسيمات التي أوردها في هذا المجال الجملة الوصفية والجملة الشرطية. أما من حيث المعنى فقد قسم حسان الجملة إلى جملة خبرية وجملة إنشائية.

شكل آخر من التقسيمات الحديثة يتمثل بالدكتور حمود نحلة الذي قسم الجملة إلى «قسمين رئيسيين هما: الجملة البسيطة والجملة المركبة» وقد قسم الجملة البسيطة إلى ثلاثة اقسام هي «الجملة الاسمية والجملة الفعلية والجملة الجملية».

أما «الجملة الجملية» فليست أمرا جديدا بل الجديد هو اسمها «الجديد» وقد عنى بها «كل جملة يكون الخبر فيها جملة اسمية أو جملة فعلية». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى