إيران تستعد لمعركة خلال محادثات خظر انتشار الأسلحة النووية

> الأمم المتحدة «الأيام» لويس شاربونو :

> هاجمت إيران الولايات المتحدة قبل اجتماع رئيسي بخصوص معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية منددة بتعاونها مع إسرائيل والهند ومتجاهلة عروض الحوار التي بادر بها الرئيس باراك أوباما.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن أربع ورقات عمل أعدتها إيران للاجتماع وحصلت عليها رويترز تشير إلى أن طهران تكثف جهودها لصرف الانتباه عن برنامجها النووي من خلال تسليط الضوء على واشنطن لما تقول إنه انتهاكات واضحة لمعاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة عام 1970.

وستجتمع الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي غدا الاثنين للإعداد لمؤتمر كبير يعقد عام 2010 وتأمل دول كثيرة أن يؤدي إلى إصلاح المعاهدة التي أبرمت عام 1970 بهدف وقف انتشار الأسلحة النووية ومطالبة الدول التي تملك ترسانات نووية باتخاذ خطوات للتخلص منها.

وتريد الدول الموقعة على المعاهدة أن تفي القوى النووية بتعهداتها بنزع السلاح وأن توافق على خطة لسد الثغرات التي مكنت دولا مثل كوريا الشمالية من تطوير أسلحة ذرية وراء ستار برامج مدنية للطاقة النووية. وانسحبت كوريا الشمالية من المعاهدة عام 2003 وأجرت تجربة لسلاح نووي عام 2006.

ويقول دبلوماسيون من الأمم المتحدة يشاركون في الاعداد للمؤتمر إن إيران اتخذت موقف الهجوم قبل الاجتماع لإبعاد التركيز عن برنامجها النووي.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن البرنامج النووي الإيراني غطاء لمساع لصنع أسلحة نووية.

وتنفي طهران ذلك ورفضت وقف تخصيب اليورانيوم بالرعم من ثلاث جولات من العقوبات فرضها عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتقول إيران في الورقات الأربع التي قدمها وفدها إلى مؤتمر حظر الانتشار النووي الذي سيعقد في الفترة من الرابع الى الخامس عشر من مايو آيار إن واشنطن تنتهك المعاهدة بوضوح بتطوير أسلحة ذرية جديدة وتقديم مساعدات في المجال النووي لإسرائيل والهند. ولم يوقع أي من البلدين معاهدة حظر الانتشار لكن الهند تملك أسلحة نووية ويعتقد أن إسرائيل بنت ترسانة نووية.

كما تنتقد إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لسعيها لمنع الجمهورية الإسلامية ودول نامية أخرى من امتلاك برامج كاملة للطاقة النووية.

ويقول دبلوماسيون من دول نامية إن إيران لها مؤيدون كثيرون في هذا الصدد لتخوف الدول الفقيرة من أن القوى الغربية الغنية تريد مواصلة احتكارها للتكنولوجيا النووية.

لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إنه قد يكون أصعب على إيران أن تثير الانقسام بين الموقعين على معاهدة حظر الانتشار مما كان الأمر في اجتماعات أخرى بخصوص المعاهدة.

ودعا أوباما الشهر الماضي في تحول عن سياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش إلى "عالم خال من الأسلحة النووية" وإلى إجراء محادثات جديدة مع روسيا بخصوص نزع السلاح وإلى المزيد من التعاون مع الدول النامية.

ولا تشير إيران في الورقات المقدمة لمؤتمر حظر الانتشار النووي إلى الموقف الأمريكي الجديد ولا إلى عرض أوباما إجراء محادثات مباشرة مع طهران بعد قرابة 30 عاما من قطع العلاقات بين البلدين بسبب أزمة رهائن.

وقال دبلوماسي غربي "إيران ينتابها قلق بالغ من أن يؤدي التزام أوباما بنزع السلاح... إلى زيادة صعوبة تصوير الأمريكيين كأعداء. وينطبق الأمر نفسه على سياسة أوباما الخاصة بالحوار. لذلك يريدون المبادرة بالهجوم."

وسمح للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي بالاحتفاظ بترساناتها النووية لكنها ألزمت بإجراء محادثات بخصوص التخلص منها.

وتقول إيران في واحدة من الورقات "خطر الانتشار النووي الذي تمثله بعض الدول التي تملك أسلحة نووية هو أهم الأخطار وأكثرها مباشرة على نظام حظر الانتشار" مضيفة أن ذلك ينبغي أن يكون محور تركيز الاجتماع هذا الأسبوع وليس "المخاطر على حظر الانتشار من جانب دول لا تملك أسلحة نووية."

وتقول إيران أيضا إن "الالتزامات الخاصة بنزع السلاح النووي أغفلت تماما ومنع الحصول على مواد وتكنولوجيا نووية للاغراض السلمية."

ويقول دبلوماسيون غربيون إن هذه محاولة لصرف الانتباه عما يقولون إنه انتهاكات إيرانية لمعاهدة حظر الانتشار.

كما تنتقد إيران "التعاون المتعلق بالمجال النووي بين الولايات المتحدة والنظام الصهيوني" وتقول إن مساندة كبار المنتجين للتكنولوجيا النووية في العالم للاتفاق الأمريكي الهندي في المجال النووي ألحق "ضررا جسيما" بمعاهدة حظر الانتشار من خلال إظهار أن غير الموقعين عليها يستطيعون الحصول على معاملة خاصة.

ويهدف الاجتماع الذي يستمر أسبوعين إلى تمهيد الطريق لمؤتمر آخر سيعقد العام المقبل على مدى شهر لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي وتقييم المعاهدة وامكان تعديلها.

وتسعى الوفود المشاركة إلى الاتفاق على جدول أعمال وإعداد توصيات لمؤتمر 2010.

وكانت آخر مرة عقد فيها مؤتمر لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي في عام 2005 ومني المؤتمر بالفشل. وكان المشاركون فيه يأملون في الاتفاق على خطة عمل لسد ثغرات في المعاهدة تسمح لدول بالحصول على تكنولوجيا نووية حساسة والحصول على تأكيد من القوى النووية الخمس الكبرى لالتزامها بنزع السلاح.

لكن المؤتمر انقلب إلى مشاحنات على الإجراءات بقيادة الولايات المتحدة وإيران ومصر ولم يحقق شيئا.

وحاولت واشنطن تركيز الانتباه على برنامجي إيران وكوريا الشمالية بينما نددت إيران بالتقاعس عن نزع السلاح وأشارت مصر إلى ترسانة إسرائيل النووية المفترضة.

ويأمل دبلوماسيون غربيون استئناف المفاوضات من حيث توقفت في مؤتمر 2005 لكن القلق يساورهم بخصوص احتمال أن إيران تريد الفشل للمؤتمر من جديد واستمرار الانقسام بين الدول الموقعة على المعاهدة البالغ عددها 189 دولة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى