البرتقال يحتضر .. ودمع العين ينهمر

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

>
عبدالرب حسين..كوكب شمساني يتهاوى.. المعلا.. أحزان بطعم الدم.. يستوطن القلب..غراب أحمق الخطى.. للأحزان الشمسانية مذاق الدم.. لبيت العزاء الشمساني عويل يصم الآذان.. ..آه.. هذه القاهرة.. ما انفكت توزع لنا صدمات قاهرة.

بالأمس كان الأعسم..

خطأ طبي ألقاه صريعا

واليوم .. البومة من هناك تصدر نعيبها..

عبدالرب حسين.. فلذة كبد شمسان.. في ذمة الله..

اغتالته لحظة عابرة..

دهسته سيارة مارة..

بلا فرامل حازمة..

كان عبدالرب لاعبا لا يهدأ..

خارج الملعب معدن لا يصدأ..

كنا نقول:عبدالرب موهوب بالفطرة..

وكان يكتب مشواره بخط الرقعة..

داخل الملعب..مشاغب ..لا يكل..لايمل..

خارج الملعب تلقائي خدوم .. يحرق نفسه لخدمة الآخرين..

بسرعة البرق كتب معلقة إبداعاته البراقة..

كان الجنايني الذي يرعى البرتقال..

جاءته العروض من كل حدب وصوب..

كبار الأندية اليمنية .. طلبوه وحاولوا خطب وده..

لكنه كان شمسانيا برتقاليا..يرفض الانتقال..

أراه..سمادا في جدب المواسم..

ويراه غيري خير من يفك الطلاسم..

عندما تستعصي الأمور على شمسان..

يظل عبدالرب الفنان..

لمسة..همسة..غمزة..شمسان جبل مايهزه ريح..

مع عبدالرب كان شمسان في أمان..

مع عبدالرب بزغ فجر الكرة الشاطئية..

ترجل فارس الملاعب..

لكنه فضل البقاء مع المتاعب..

كان يهوى المصاعب

يذوبها في فنجان المناقب

تحت الهجير..كان عبدالرب يروي رمال الساحل

من عرقه..من جهده..من بقايا عشق سرمدي..

كنت أقول للمهندس عاتق

هذا الرجل انتحاري ..من أين جئت به؟

إنه أعجوبة ..كوكب آخر يتهاوى

عرفته..طيب القلب..

غزير الإنتاج..

رائع السجايا..

التلقائية تغلفه..

والإنسانية تلازمه..

يلف الملاعب مثل النحلة..

يمتص رحيق الإبداع..

وينتج عسلا فيه دواء لعاهاتنا الكروية..

رحل قبل الأوان..

لكنه القضاء والقدر..

رحل وفي قلبه بقايا حلم

هذا حال الدنيا الفانية..

كل من عليها فان

ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..

من محيطه الرياضي..

نسج علاقات غزيرة.

كان مثل الأوكسجين..

يدخل القلوب دون استئذان..

تعرفت عليه بحكم ارتباطي بالكرة الشاطئية..

أشهد أنه كان الدينامو..

كان الممول..المحرك..رجل مستحيل..

كان يرتكز على تاريخ كروي يناهض جبل شمسان..

قدمه شمسان ذات صيف لاهب..

لعب مباراة العمر أمام الوحدة في النهائي

أحرز إصابة الانتصار وتلقى التهاني

من يومها وعبدالرب تحت المجهر..

مر بالمنتخبات السنية

لم يثر لأنه كان احتياطيا..

كان قنوعا والقناعة عنده كنز لا يفنى..

في المرات المتاحة..

تألق بحسب المساحة..

قصير ..مكير..ثعلب خطير..

شمسان بمن حضر..

وعبدالرب مسجل خطر..

غادر الملاعب مصابا

اعتزل مكرها بلا فلسفة ولا ضجيج..

لم يعمر كثيرا في الملاعب..

ولم يعمر طويلا في ميادين الحياة..

يالها من مفارقة

كان هناك يعالج رفيقة رحلته..

لم تكن تعلم أن اليد الحانية على بعد خطوات من القدر..

تعب كلها الحياة..

جري وركض.. والنهاية مساحة قبر..

لقد حلت الفاجعة..

وارتدت المعلا حداد الكارثة..

مات رب الأسرة

تناثرت أشلاؤه في حادث مروري مؤسف

وجاءت النهاية..

نهاية يكتبها القدر..

حكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى..

القاهرة تصدر الفواجع إلى منازلنا

ونحن لا نملك إلا قول الصابرين المؤمنين..

الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا:

إنا لله وإنا إليه راجعون

لعبدالرب حسين.. الرحمة والمغفرة..

ولنا جميعا الصبر والسلوان..

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى