الفنانة منى علي ونحر الإبداع

> «الأيام» محسن علي شائف

> قرأت في صحيفة «الأيام» 19 أبريل 2009م خبرا في الصفحة الأخيرة عن مرض الفنانة القديرة منى علي، وكنت في وقت سابق من العام الماضي وتحديداً ثالث أيام عيد الفطر المبارك.

قد كتبت موضوعاً عن الفنانة بعد مشاهدتها على قناة يمانية في لقاء خاص ولظروف خاصة لم أتمكن من إرسال الموضوع وها هي «الأيام» بمواقفها النبيلة المعتادة مع كل المقهورين تذكرني بالموضوع الذي سارعت للبحث عنه وإخراجه وها أنا أنشره كما كتبته من دون زيادة أو نقصان.

أجرت قناة يمانية التلفزيونية في ثالث أيام عيد الفطر المبارك الساعة العاشرة والربع مساءً تقريباً لقاء مع إحدى الفنانات اليمنيات التي لم أسمع بها من قبل- ربما لصغر سني - حيث تجاوز عمرها السبعين عاماً وهي الفنانة منى علي من محافظة إب، وأثناء قيامها بترديد بعض الأغاني ذهلت من صوتها الساحر وهي عجوز في أرذل العمر، فكيف ياترى كان ذلك الصوت وهي في مقتبل العمر؟ تسمرت أمام الشاشة بعد أن كدت أغادر المكان قبل سماع صوتها الذي أعادني من عتبة الباب.. ياله من صوت آسر كانت تطلقه تلك الفنانة العجوز بدون عود أو أي آلة موسيقية مع تنهدات كانت تخرجها مصحوبة بالدموع بعد كل مقطع كانت تردده تلعن فيه (الزمن) الرديء الذي حرمها من أن تكون فنانة لها وزنها في سماء الفن اليمني.

لقد أحسست أن جسمي أشبه بكرة من الثلج تذوب لسماع صوت تلك الفنانة (الوالدة) والمعاناة التي تتكبدها بسبب النكران والجحود والإهمال من المراكز والأشخاص، الذين ينبغي أن يقدموا لها المساعدة، كانت الفنانة منى علي تحس بالمرارة وهي تتحدث قائلة والدموع تنهمر على خديها:«في الخارج الدول تشجع فنانيها، لكن عندنا مافيش تشجيع»، لقد أصبحت الفنانة منى علي بعد هذا العمر المديد وحيدة بدون زوج ولا أولاد مات زوجها وأطفالها الثلاثة ولا أحد يرعاها ولم تحصل على حقها كفنانة أصيلة قلما يتكرر مثل صوتها في هذا الزمن الذي انحدر فيه الإبداع انحداراً هو أشبه بكارثة، ونتمنى أن تحصل هذه الفنانة على الرعاية من قبل الدولة قبل أن تغادر الحياة الدنيا وبعدها نقول كانت الفنانة منى علي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى