> نعمان الحكيم:
"سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّوْنَ الدُّبُر" .. وسيهرول سراق شعاع الفجر إلى المزبلة، لأن لا مكان لهم سواها.
هكذا نفتتح الكلام المُباح في حضرة الغائبة الحاضرة «الأيام»، وسوف تتغير نواميس الحياة بدءاً من اليوم لترسم معالم أيام جميلة قادمة، لتعيد ألق خمسة أعوام كاملة هي استراحة مُحارب قسرية.. لكن ما ينقص الفرحة غياب الربان، ينقصنا حضوره جسداً، لكنه معنا روحاً ونوراً وعطاءً.. وإن كان البُعد قد يُساوي عامين إلا شهرا..
وعادت «الأيام» وسكت الكلام، وصمت الدواشن والدراويش، الذين طبلوا وزمروا للنظام.. بل أصابهم الهلع.. أتعود «الأيام»؟! .. يا للكارثة.. ونحن في الغالب نرى أننا "الأوسع والأكثر انتشاراً".. فهل هذا معقول؟!.. أين المفر يا طغاة .. أين المفر ؟! وتعود المعشوقة، شابة نشطة.. تعود حاملة لواء التغيير الذي بدأته.. تعود «الأيام» الصحيفة كمشعل للفكر والحرية والعدالة.. تعود رغم أنف المتزلفين والمتآمرين عليها.. وستلعب الدور الذي حرمت منه في سنين المنع والقيد، وما على الناكرين للدور الوطني لـ «الأيام» وهشام وأسرة «الأيام» الباشراحيلية الأصيلة إلا العض على أصابهم وليس أناملهم بالنواجذ الحادة الباترة.. لكي يكفروا عن أفعالهم الماضية.. على أقل تقدير.
اليوم .. تعود «الأيام» بألق ونَفَس وطني كانت قد اختطته قبل (7/7/2007)، بل كانت هي الحاضن والماضي مضي الأبطال .. وهي أُس وأساس القضية الجنوبية، يوم كان كثير منا يدّعون الوطنية، وهم لم يكتبوا حتى كلمة واحدة، بل كانوا يترقبون ما ستأتي به «الأيام»..بل إن بعضهم راهن على أكثر مما حصل من بطش وظلم لهشام وأبنائه وأسرته وصحيفتهُم.. صحيفتنا جميعاً.. وهذا يعلمه كل الناس بعدن ولا يحتاج لتكرار.
تعود «الأيام» وأجزم أنها قد تسامحت وعفت عن كل من أساء إليها، فهذه سجايا المناضل هشام باشراحيل ـ رحمة الله عليه ـ وهي منقولة عن العميد المرحوم محمد علي باشراحيل ومتوارثة.. وهي رافعة، جامعة للشمل، لا تزل عن السير الأمين لهكذا مواقف خلدت الأسرة حتى وإن ظن البعض ظنوناً في المخيلة.
تعود «الأيام» غير ناكرة من ساندها من الصحف والرجال والمثقفين والناس البسطاء، وهي تحفظ للجميع كل شيء مثلما هم يحتفظون لها بالحب والود والوفاء.
إن عدن اليوم تبتهج بحامل مشعل حريتها وناقل قضيتها إلى المحافل الدولية، وهذا ليس مدحا أو تقربا مجاف للحقيقة، بل هو الحق.. وعلى الناكرين بيان دحضه إن استطاعوا..
اليوم عدن تغني، ترقص من شرقها لغربها ببحرها وجبالها وناسها وشواطئها (المسجونة).. كل ذرات رمالها.. تحتضن المولود العائد من الأسر.. المتوثب لاستعادة الألق الذي حاولوا الإجهاز عليه.. اليوم نجد «الأيام» بين أيدي العشاق الملهوفين في عدن، خور مكسر، المعلا، التواهي، الشيخ عثمان، البُريقة، دار سعد، القلوعة، المنصورة.. منطلقة إلى لحج وردفان والضالع.. مخترقة الحدود والمهاد لتصل إلى شمال الشمال، وتنثر أريجها عبر المواقع في حضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة وأبين البطلة.. فهل أجمل من هذا الأثير المُعطر الذي سيُعيد للمُراسلين والموزعين رونقهم المفقود؟!
هي «الأيام» التي اعتاش منها المحتاجون الذين تيتموا بعدها.. إنهم اليوم كمثل الأرض العطشى وسقتها السماء بالمزن.. هاهم اليوم يعودون لعشقهم الذي لم ينسوه.. وسيحملون الحبيبة بين أحضانهم، وسنراهم ونسمع غناهم" «الأيام» .. «الأيام» .. عادت ما أحلى «الأيام» .. هيا هيا ياعشاق .. طلع الفجر فاللحاق اللحاق.. وهكذا نتمنى السجع الجميل، ولكن دعونا نتفاءل و«الأيام» بيننا وسنستمع وسنرى ماهو أكبر من ذلك.. إن شاء الله .
إن اختيار الكلمات لديَّ يضيق بها القاموس، وأكاد أن أستسلم لما قد سطرت، لكن هي كلمات جيّاشة للمحبوبة التي أحبها بقلبي وعقلي وكياني، وقد استحوذت عليَّ ولا فكاك من أن أطأطئ الراس إليها، حانياً محيياً محباً، وأملي بل هو أمل الملايين أن تعود سيدة الصحافة بلا مُنازع.. وهي كذلك.. وسيذهب مسلسل الاستنساخ إلى المخابز والدكاكين (لفافة) .. وكله بثمنه.
أهلاً بعودة الغالية ولتخسأ الأبواق والجلاوزة ومن والاهم، فلقد كانت «الأيام» وهشام وتمام وباشا وهاني ومحمد والأسرة أكبر من أن ينالوا منهم .. ولننتظر ماهو أجمل في قادم «الأيام» في هذه الأيام .. ولهشام الرحمة والخلود.. فهو الهرم الأشم، وكبيرنا كلنا ..