زعقة دبة حنظل لوز!!

> بلال غلام حسين

>
كانت محاولاتي الأولى مع الكتابة في العام 1997م عندما تشرفت بنشر صحيفة «الأيام» الغراء موضوعاً لي دون اعتقاد مني بأن صحيفة بوزنها سوف تنشر لشخص بسيط مثلي يكتب لأول مرة في حياته ليس ذلك فقط، بل وأن يُنشر المقال في الصفحة الثانية دون اختصار, لأن الموضوع كان عبارة عن نصف صفحة..!!
وفي العام 2006م عُدت للكتابة مرة أخرى وقررت التركيز في كتاباتي حول الظواهر السلبية التي يعاني منها المواطن البسيط, وكان أول مقال لي تحت عنوان: (عُري المخبازة) وكالعادة مدت لي «الأيام» يدها ونشرته في صفحتها الأخيرة ولم أكن أتوقع ذلك أبداً, وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أن الصحيفة كانت تتبع أسلوباً منهجياً في تعاملها مع المقالات التي تُنشر دون أن تضع في حساباتها شخصية الكاتب أو مدى شهرته بقدر ما كان يهمها محتوى الموضوع وما يلامسه من قضايا تهم المواطن بدرجة أساسية.
ومن ثم واصلت مشوار الكتابة منذ تلك الفترة في صحيفتنا المحبوبة حتى جاءت الطامة الكُبرى في مايو 2009م وأُغلقت أبواب «الأيام» قسراً بعد هجوم بربري على دار ناشريها الأستاذين (هشام وتمام باشراحيل) اللذين ذاقا شتى صنوف الظلم والقهر من جرجرة في المعتقلات والمحاكمات الباطلة والحالة النفسية التي لازمتهما طوال تلك الفترة وانتهت بوفاة الأب والأستاذ والحبيب هشام باشراحيل ـ رحمة الله عليه ـ بعد معاناة طويلة مع المرض.
وبعد إغلاق صحيفة «الأيام» قامت القوى المتنفذة فجأة ودون سابق إنذار بإظهار لاعبين احتياطيين جدد كانت تحضرهم منذ وقت طويل ليلعبوا في الوقت الضائع ويتقمصوا دور الصحافة الحرة، متناسين بأنهم مهما حاولوا لن يستطيعوا الوصول إلى مستوى صحيفة مثل «الأيام» بخبرتها وتاريخها المُشرف, وعلى الرغم من ذلك رموا بكل ثقلهم وأغرقوا الأسواق بصحفهم الصفراء التي لا حصر لها، ذكرتنا بالشيبة صاحب الزنبيل الذي كان يسير في حواري عدن وملعب الشهيد الحبيشي مُنادياً بصوت واحد (زعقة.. دبة.. حنظل.. لوز), وما هذه الصحف ـ إلا ما رحم ربي ـ شبيهة بذلك الخليط من الـ(زعقة.. دبة.. حنظل.. لوز) التي عملت جاهدة لتقمص ذلك الدور الصحفي في بلاط صاحبة الجلالة وأخذ مكانة «الأيام» إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً وأخذت بدلاً منه طريقها يومياً ـ وبالكورجةـ إلى (مقلاية الحاج عبدالله الهُميس) لتُباع بالرطل.
وهاهو القيد ينكسر اليوم وتعود «الأيام» معشوقة جماهيرها عودة حميدة سالمة، وفي أشهر مباركة لتؤدي دورها المتميز الذي عرفت به دوماً، وبدورنا نهنئ أسرة «الأيام» وروادها ومحبيها بعودتها لنا وإلى مدينتها، ونبتهل إلى المولى عز وجل بأن يحفظها بحفظه..إنه السميع العليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى