> عامر علي سلام:

ها نحن نلتقي بعد غياب للمرة الثالثة منذ التأسيس الأول لعميدها المؤسس محمد علي باشراحيل (1958)، ورحلة الغياب الأولى إلى العودة الثانية على يدّي الناشرين هشام وتمام باشراحيل.
وعودة رحلة الغياب القسري الثانية في غياب وهج الحرف وصدق الكلمة وصناعة الخبر بمهنية احترافية، فيها المصداقية والحرية للنشر لتسجل العزيزة دوما «الأيام» الموقف بالكلمة، فيتحرر بها الفكر والرأي إلى وجود الأحرف مطبوعة على السطور، فكانت الكلمة موقفا والصحافة بحجم انتشار وطن.
أجل علمتنا «الأيام» التي كانت دوما العزيزة في عقولنا ونفوسنا وكتاباتنا كيف نعشق الكتابة في وقت الشدائد والواجبات والمحن ونقف بها ومعها لأجل الوطن لأنها لنا، ولأنها نبض حركتنا اليومية..نبض معيشتنا.. نبض شارعنا.. ونبض المواطن الذي هو في الأخير (القارئ العزيز) الذي لا يجهل ما يمر به أو يعيشه لكنه يرتاح عندما تلامس الكلمات صدق مشاعره .. وتظهر العبارات حقيقة واقعة لذلك لا يجد الغربة فيها ولا الغرابة ولا تشعره بالتجهيل والتغييب.
أيتها العزيزة دوما «الأيام» كيف لي أن أتخيل أصابع يدي ثانية تكتب إليك بدون وجود هشام الذي علمني بكلمة واحدة “أبشر للكلمة” صفح كلمات مقالاتي للنشر، وفي وجهه ابتسامة بشر للكلمة، لصحو الضمير في الحروف المتعبة.. “اكتب يا عامر ولا يهمّك”، وظلت علاقتي وعلاقة الكثيرين من زملاء الحرف والهمِّ والحقيقة في مهنة المتاعب تتواصل مع «الأيام» فعلمتنا «الأيام» كيف نكتب للوطن وكيف نقول الصدق للمواطن.