وبعودة «الأيام » .. يعود الأمل

> مازن أحمد صالح عبدالحبيب:

> يوم الأحد بتاريخ 11 / 5/ 2014 م، لم يكن يوما عاديا او روتينيا مملا، بل كان يوم مفعم بالبهجة والسرور يلتقي في قالب واحد مع الامل والتفاؤل بمستقبل مشرق، اقتيت وجبتي الدسمة صباحا ودخلت مهرولا بدون القاء تحية او مصاحفة ولاشيء استطاع ان يوقفني عداها هي، عندها تصفحتها بطريقة سريعه وبلهفة المشتاق، المشتاق إلى محب فارقة منذ زمن وقد تلهف لعودته، لحظات رائعة ملاؤها الامل والسرور، لا اخفيكم انني اخذتها بيدي وامشي بها في الشارع وأنا اتبختر بها محاولا اظهارها لكل من صادفته في الشارع،وقد كانت البسمات ترسم الوجوه وهم يتمتمون بما معنا : ((وعادت صحيفة الايام)).
صحيفة الايام مزرعة متنوعة تحمل في طياتها جميع صنوف الثمر والوورد، فقد كانت - بحق - ودون ادنى مبالغة صحيفة المظلومين وصحيفة المقهورين وصحيفة المثقفين وصحيفة الطامحين، انها صحيفة الجميع بدون استثناء، ومن الجهة الاخرى، قد لا يفرح الفاسدين بعودتها والظالمين، وهم - فعلا - لن يكونوا مسرورين في هذه الحالة، ولكنهم ليس عليهم الا ان يتقبلوا الامر وأن يجلدوا انفسهم وضمائرهم - ان كانت لا زالت تنبض - بما اقترفته ايديهم ضد مدرسة وصحيفة «الأيام» التي أسست لتبقى وليس لتفنى، هي صحيفة الشعب التي حملها في جميع شوارع الوطن ولم تغيب عن كافة المظاهرات، وقد كانت خير ملهمة للشارع وفي اعتقادي انها من اهم اسباب غليان الشعب وغضبة وخروجه للشارع بل هي كذلك، «الأيام» بالنسبة لشعبنا ليست مجرد صحيفة ولكنها تمثل له كل شيء لانها علمته كيف تكون المبادئ الصادقة، وكيف تكون المهنية العالية، وكيف تكون الصحافة على حيادية دائما وابدا، وعلمته بان لا يخضع ابدا لأساليب القمع والتنكيل، وعلمته اهم درس في الحياة وهي ان الحق دائما ما يكون اقوى واجدى من مدافع الفاسدين، واليوم تعلمنا أن الامل له ان يبقى حتى يكتب الله اذنا وفرجا.
وهنا ينبغي أن نتذكر فقيد الوطن، وفقيد الكلمه الحرة الاستاذ المرحوم/ هشام باشراحيل “أبو باشا” صحيفة «الأيام» لم تكن مجرد صحيفة، وعميدها فقيد الوطن لم يكن مجرد رئيس تحرير صحيفة، بل أنه كان مدرسة للكثير من القيم والمبادئ، ولهذا الرجل دور كبير في تكوين وعي الراي العام وخصوصا الجيل الصاعد، ولهذا لا أعتقد بتاتا ان شعبنا سينسى رواده، وما عاش شعب لا يقدر قيمه مثقفية ورواده، الرحمه والمغفرة تغشاك يا ابا باشا، والحرية للأيام ولحارسها البطل الاسير المرقشي. أبو باشا طوى جسده الطاهر وعرج الى رحمه ربّه، وقد ترك لنا وديعه ستعيش ما شاء الله لها ان تعيش. ختاما، جزيل الشكر والعرفان لكل من ساه في عودة «الأيام» وفي مقدمتهم الأستاذ/ تمام باشراحيل ولجميع القائمين على صحيفة «الأيام»، فبعودة «الأيام» يعود الأمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى