الناطق الرسمي باسم "الدولة الإسلامية" يرد على أمير "تنظيم القاعدة"... بلا لف ودوران

> «الأيام» متابعات:

> اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، الأخير. وما جعل ذلك متاحا وممكنا، كان عدم تسمية الأشياء بأسمائها فضلا عن التناقض في ما ورد فيها مع البيانات والإصدارات السابقة وخاصة في ما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة. تأخر رد "الدولة الإسلامية" لكنه جاء مدويا وحاسما على لسان ناطقها الرسمي أبو محمد العدناني.
جاء رد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على بيان أيمن الظواهري، أمير "تنظيم القاعدة"، متأخرا في التوقيت لكن كان مدويا وحاسما في المضمون بعنوان "عذرا أمير القاعدة". واستهل أبو محمد العدناني، ابن بلدة بنش السورية، البيان الصوتي مستشهدا بأقوال رموز ما يعرف بـ"الجهاد العالمي" كأبو يحيى الليبي وأبو مصعب الزرقاوي وعلى رأسهم مؤسس وأمير "تنظيم قاعدة الجهاد" السابق أسامة بن لادن.
تذكير بمنهج "القاعدة" واستشهاد بأمرائها وتأكيد على عدم مبايعة "الدولة" للتنظيم
فأعاد العدناني التذكير بما قاله أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، حول ضرورة عدم المشاركة في الانتخابات في كل من العراق وفلسطين في وقته. وفي ما قاله أبو يحيى الليبي في ما يخص نظام الحكم السعودي ووجوب "الهجرة" إن استحال تغيير النظام المذكور. وفي ما قاله سليمان بن غيث حول نظام الحكم في الكويت والدستور "الكافر" الذي أُقر لحكم البلاد في وقته. ثم استشهد بما قاله أبو مصعب الزرقاوي عن الديمقراطية وعن حكم من يتبعها بـ"الكفر والخروج عن الإسلام". وختم هذا الجزء من خطابه قائلا أن "هذه قاعدة الجهاد التي عرفناها وواليناها ومن بدلها استبدلناه"، مذكرا أنه بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" قادة القاعدة هم "قادة الأمة السباقون وأصحاب الفضل والتضحيات". ومن هذا المنطلق يعلل العدناني إرسال الرسائل وطلب المشورة عن طريق أبي حمزة المهاجر "بالرغم من حل التنظيم على أرض الدولة". ويقول إنه لهذه الأسباب أيضا كان "أمراء الدولة يخاطبون قادة القاعدة خطاب الجنود للأمراء والتلميذ لأستاذه والطالب لشيخه". ويقول لذلك أيضا "ظلت الدولة تأخذ بنصائح شيوخ الجهاد ورموزه".
"للقاعدة دين ثمين في عنق إيران"
أكد العدناني أن "الدولة الإسلامية"، ومنها انبثقت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لم تضرب في إيران ولا في بلاد الحرمين تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها - أي القاعدة – وخطوط إمدادها". مُضيفا أن "للقاعدة دين ثمين في عنق إيران". مؤكدا أنه إن لم تتدخل "الدولة الإسلامية" في مصر وليبيا وتونس ولا في بلاد الحرمين فكان ذلك أيضا تلبية لطلب القاعدة و"حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين... ولعدم مخالفة القاعدة التي أخذت على عاتقها الجهاد العالمي والعمل في تلك البلاد".
العدناني يتهم الظواهري بـ"التلبيس" و"التعسف"
ثم اتهم العدناني، وهو يتكلم باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة "لبس" على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصدا بيعة "الدولة" للقاعدة، ذلك "كي يُظهر جنود "الدولة" بـ"مظهر الخائنين الناكسين". وتوجه إليه قائلا أنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيم". مذكرا بذلك أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان.
ثم يتوجه العدناني بأسئلة إلى الظواهري مغزاها إثبات ما يقول، وهي تُختصر كالتالي: هل التزمت الدولة بطلب الظواهري بالكف عن استهداف الشيعة في العراق؟ هل ألزم الظواهري أحدا بهذا القرار وعزل من خالفه؟ هل سأل يوما الظواهري "ومن قبله" أي بن لادن، كم عدد جنود الدولة، من أين يأتي سلاحها أو التمويل، من هم الأمراء أو الوزراء أو الولاة، من عزل ومن ولى؟ ألخ. ثم يعود ويؤكد أنه لا الظواهري ولا بن لادن خاطبوا الدولة "خطاب الأمير لجنده... إلا بعد أن فجرت –أي الظواهري- الكارثة في الشام وفجعت الأمة بقبولك بيعة الخائن" وهنا يقصد أمير جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني.
دعوة لرد بيعة أبو محمد الجولاني أمير "جبهة النصرة - قاعدة الجهاد في بلاد الشام"
يضع العدناني أمير القاعدة أمام خيارين لا ثالث لهما، فيقول له أو أن "تستمر في خطئك وعنادك ويستمر الاقتتال والانشقاق في العالم"، وهنا تجدر الإشارة أن العدناني لم يخصص سوريا بما يجري من خلاف، أو "تعترف بزلتك وتستدرك... ونمد إليك أيدينا من جديد". متهما إياه بـ"تفريق وتمزيق" كلمة المجاهدين التي جمعها أسامة بن لادن" وبـ"وقد وتزكية الفتنة"، داعيا إياه لرد بيعة الجولاني من أجل "حقن الدماء".
ثم يدعو أمير القاعدة إلى "عدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية" وإلى توضيح موقفه من عدة أمور، منها الموقف من الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ومن "جماعة الإخوان المسلمون". كما يدعوه إلى "نبذ السلمية" وإلى "دعوة المسلمين للجهاد صراحة". ثم يدعوه أن يوضح الكثير من النقاط والنعوت في بياناته السابقة وإن كان يقصد "الدولة الإسلامية" بها، مذكرا إياه أن هذه البيانات وكلامه هو الذي أدى إلى اجتماع الفصائل على "محاربة الدولة واستحلال دم جنودها" في سوريا.
قيام محكمة مستقلة أمر "مستحيل" و"الدولة" لن تخرج من سوريا
يقول العدناني أن قيام محكمة مستقلة للتحكيم ما بين الفصائل في "الشام"، وهو ما دعا إليه الظواهري عدة مرات، أمر مستحيل في ظل الانقسام الحاصل وحمّل مسؤولية هذا الانقسام للظواهري مباشرة. ثم استطرد طالبا منه السعي أن يختار المسلمون "رجل صالح ... فنبايعه خليفة... ولا تبقى إمارة شرعية غيره". وهنا يجدر التنويه أن العدناني لم يطرح أو يسمي أمير الدولة الإسلامية البغدادي لهذا المركز، وهنا نلحظ سعيا للانتقال من حالة الإمارة إلى حالة الإمامة الكبرى وعودة الخلافة. ثم يعود ويؤكد العدناني أن "الدولة" لن تخرج من سوريا "خصوصا بعد مهادنة النظام" والمقصود ما جرى من تراجع وهدن في ضواحي دمشق وانسحاب الفصائل المعارضة من مدينة حمص مؤخرا.
نهاية يجدر التوقف عند أهم ما ورد في البيان، ألا وهو الدعوة الصريحة التي وجهها العدناني باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جميع فروع القاعدة كي تأخذ موقفا رسميا من الخلاف المستعر والتقاتل في سوريا، والسعي إلى توسعه للعراق بحسب العالمين وبحسب عدة مؤشرات ومعلومات لا مجال لذكرها الآن. فبعد إشارته إلى "الانشقاق في العالم" ما بين المجاهدين، دون حصره في سوريا، ها هو يعود ويركز على هذا الأمر رافعا الخلاف إلى مستوى آخر كان لا مفر من الوصول إليه، وهذا ما كنا قد أشرنا إلى حتمية حدوثه في مقالات سابقة. فالخلاف خلاف منهج وليس خلاف تنظيمي... والأيام المقبلة ستكون مفصلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى