أغنية وحكاية.. من أغنيات وحكايات محمد مرشد ناجي

> الفن «الأيام» متابعات:

> تقول الحكاية : إن المرشد يرحمه الله ويطيب ثراه كان في أحد الأيام يقلب في بعض أوراقه حائرا مسترسلاً في التفكير والتذكر لعله يقف على كيفية وصول أغنية “ياظالم” إليه من صديقه الشاعر والأديب الكبير عبدالله هادي سبيت .. وعبثا،ً حاول أن يستذكر ولكن دون جدوى .. فكل ما كان يذكره يقينا هو أن هذه القصيدة كانت قد قُدمت في حفلة تاريخية كبيرة عام 1956 م.
وتاريخية هذه الحفلة تتحدد في كونها أول حفلة موسيقية تقام في عدن، بل وفي سائر مناطق الوطن بأسره يدفع الجمهور فيها رسما نقديا لدخول الحفلة.
وكان قد أقام هذه الحفلة الكبرى كل من نادي الشباب الثقافي، والفرقة الكشفية الحادية والعشرين العربية في مدينة الشيخ عثمان، حيث تم نصب سرادق الحفلة الضخم بجوار مسجد النور حالياً، إذ كانت هذه الساحة خالية من المباني حينها، وتستعمل في العادة لإقامة مراجيح الأطفال عليها .. وكذا بقية الألعاب الأخرى في الأعياد الدينية، وبخاصة في زيارة السيد هاشم بحر المعروفة بزيارة الهاشمي.
كحال الغناء أو فن الغناء كما يقول المرشد قبل هذه الحفلة .. إنه كان حفلات ترفيهية تطوعية تقدم على نطاق ضيق في النوادي أو في المقايل، والتي عطرها الفنان المجدّد سواء كان هذا الفنان المطرب متكسباً أو غير متكسب، وفي المناسبات الاجتماعية المختلفة من أجل نشر فنه - وهذا في واقع الحال - لم يكن ليعطي فن الغناء التطور المنشود، في تعدد أشكاله، ولا يكسب فن الغناء أيضا جدية الاستمرار في العطاء التجديدي من قبل الفنَان.. ولا يستطيع الفنان أن يؤدي جزءا آخر من رسالة الفن الملتزم بهموم بلده وقضاياه المتغيرة .. أو أن يفهم جانبا هاما أيضا وهو الجانب المتعلق بطموحاته الذاتية وهو حقيقة وجوده، وحجمه في قلوب الجماهير العريضة على طول ساحة الوطن على الأقل .. سيما وقد بدأت الأغنية التجديدية في عدن، والتي كان الرائد الأول لها الفنان خليل محمد خليل تدخل مرحلة جديدة هامة من مراحل المواجهة المباشرة من الجماهير العريضة دشنتها في هذه الحفلة التي تدفقت إليها الجماهير من كل حدب وصوب، بل وبقى الكثيرون ممن لم يجدوا تذاكر لهم خارج السرادق يستمعون من مكبرات الصوت. ومن تاريخية هذه الحفلة حفلة الشيخ عثمان أن قدمت فيها ولأول مرة كما يحكي أبو علي تمثيلية فكاهية ساخرة قدمها الثنائي عوض علي باجناح وعلي نائق بنجاح لايوصف ومن انطباعات المرشد حول هذه الحفلة الإقبال على حضورها والنجاح التي حظيت به والتنظيم الدقيق الذي جمع بين الأغاني العذبة والموسيقى الشجية التي قدمها المرشد مع رفيق دربه في الفن أحمد بن أحمد قاسم .. والفكاهة الحلوة في التمثيلية المقدمة في الحفل باسم جزر واق الواق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى