عودة "الأيام".. انتصار الحق وهزيمة الباطل

> د. سعيد جيرع:

>
تجوع "الحرة" ولا تأكل بثدييها ! وتجوع الصحافة الحرة ولا تأكل بالخضوع لقوى الاستبداد والظلام، وبالرغم من كل المحاولات لإقفال "الأيام" سواء في العصر الاستعماري أو العصر الشمولي أو في العصر الدكتاتوري والاستبدادي، إن "الأيام" بقيت شعلة الصحافة المحلية والإقليمية والعربية المناضلة، الجسورة، الجريئة والمستنيرة، وإن من يحاول إيقاف قلم "الأيام" فليس ذلك علامة قوتة،بل علامة خوفه ودلاله فزعه ورعبه مما تمثله هذه الشعلة - أقصد- "الأيام".
تمضي سنوات، وتأتي سنوات، يذهب أشخاص، ويأتي أشخاص، تذهب أنظمة، وتظل "الأيام" شعلة في زورأعداء الحياة والتنوير والانفتاح، الذين احترفوا التخلف، وخاصموا التفكير .
سرقوة "الأيام" أنها لم يصدرها حزب أو تنشئها سلطة، بل كان كل حزب يطلب رضاها، وكانت كل سلطة تخطب ودها..فـ "الأيام" جريدة مبادئ وأفكار لا جريدة أشخاص وأحزب، جريدة وقفت مع الناس لاضد الناس، مع المستقبل لا الماضي، انحازت إلى التفكير لا التكفير، وكانت مقالاتها ورسوماتها الكاريكتيرية بمثابة المدفعية التي دكت حصون الفساد والمفسدين، وحطمت قلاع الاستبداد.
ساندت "الأيام" القضايا الوطنية والقومية، فقد مهدت الطريق لثورة 14 أكتوبر 1963م في جنوب اليمن وقبلها ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن،ودعمت "الأيام" القومية العربية وناصرت عبدالناصر وأيدت زعامته لأم الدنيا "مصر" وثورة 23 يوليو 1952م.
تعددت الأسباب والمصادرة والتوقيفات لا زالت واحدة ،وتفننت الحكومات المتعاقبة في محاولة كتم صوت "الأيام" من المصادرة إلى تمزيق الصفحات، إلى استئجار بلطجية للاعتداء عليها، ووصل بهم الحقد إلى توقيف طباعة ونشر الجريدة، بل الأخطر منه اعتداء بلطجية مأجورين بتوجيه وضرب النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمنزلي أسرة باشراحيل في صنعاء وعدن وكذلك مقرها دون وازع ديني أو حتى أخلاقي، وأقاموا المحاكم الخاصة لـ "الأيام" ومحاكمة رئيس تحريرها السابق المغفور له بأذن الله تعالى الأستاذ هشام باشراحيل، وقاموا بسجن أحد حراسها الشرفاء دون أي تهمة تذكر ولا زال الحارس أحمد المرقشي مسجوناً إلى هذه اللحظة.
وفي كل الأحوال لم تسلم "الأيام" من ملاحقات المسؤولين من الرئيس إلى الوزير، إلى المدير، ولكن شاءت الأقدار نهايتهم ولم يمهل الله الظالمين والمستبدين وانتصر الحق وانتصرت "الأيام" في النهاية ..وتستمر "الأيام" أمس واليوم وغــدا.

*أ.مشارك كلية طب الأسنان - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى