اليوم نحتسي شاياً بمذاقٍ آخر

> علي غالب الصبيحي

> اليوم ومن بعد اليوم كل صباحاتنا جميلة، وشاهينا الذي نحتسيه لذيذ وذو مذاقٍ فريد.
اليوم ومن بعد اليوم ستتوارى (أخباث اليوم)، وسيعاود كوكبة من حملة الأقلام الشريفة نصب مدافع حبرهم باتجاه كهوف الشعوذة السياسية ومطابخ الضلال الإعلامية، وستتكدس منشورات (خدَّاج) الصحافة وأفراخ الهرج والمرج في الأكشاك والمخابز.
اليوم ومن بعد اليوم سيخرص كل دعاة (التدجين) وثعالب المكر والخديعة، لأن الأسد قادم.
اليوم تستيقظ عدن وهي أكثر إشراقاً بعودة (أيامها) الجديدة، وتتنفس هواءً نقياً خالصاً.
حتى بقالات المدينة هذا الصباح وفي كل صباحاتنا القادمة إن شاء الله ستتزين بعبارة (توجد لدينا صحيفة "الأيام")
اليوم ومن بعد اليوم ستبحر مراكبنا وستزيد شهيتنا للكتابة ونسج الحروف، ويتجدد عشقنا الأبدي لـ "أيام" عدن ولعدن "الأيام".
كل لصوص المدينة بعد اليوم مرعوبون مفضوحون، وكل من سرق كسرة خبزنا سيتقيأها مرغماً مكرها.
اليوم تشرق أشعة الشمس التي تلامس آهات وأنات المسحوقين في هذه المدينة المغبونة المنكوبة.
أجل عادت (أيامنا) الجميلة بعد أن ترجَّل فارس وربان سفينتها، وقد مات شامخاً أبياً كما تموت الأشجار .. نعم مات ولم تمت مبادؤه .. مات وفياً لهذا التراب المدنس والوطن المفتقد .. مات وقد سلّم الراية لتمام وباشا وهاني ومحمد ولكل الشرفاء من خلفهم.
مرحى أيامنا القادمات.. ونم يا هشام مطمئناً قرير العين، ولك العهد بألا تغمض أعيننا ولا تقر حتى ترى الجنوب حراً ولا نامت أعين الجبناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى