سفينة (هادي)..

> ياســــر الأعســـــم:

>
في كل مناسبة نسمع الرئيس (هادي) يتحدث نشعر بأنه صادق، ويعتصر قلبه من الألم والخوف على الوطن، ولكن بقدر إعجابنا بمواقفه الشجاعة إلا أننا لا نستطيع أن نخفي شعورنا بالتعاسة، ونعتقد أن شجاعة وشرف رجل واحد لا تضمن للمواطن مستقبل مشرق!.
إن مؤامرة تنظيم القاعدة حقيقة، وإن كان الرئيس (هادي) وجد في طلب بعض الدول تصدير مواطنيها من عناصر التنظيم إلى اليمن استفزازا وإهانة، ورفض خيانة وطنه، فإن من سبقوه قبلوا بانتهاك سيادته، وتلويث أرضه وسمعته، وعقدوا صفقات رخيصة، وجعلوا من اليمن ليس فقط مقبرة للجثث، والأشلاء البشرية، ولكن أيضا مقبرة لدفن نفايات المواد السامة!..وليس سرا أيضا أن هناك قاعدة صناعة محلية تدار من الغرف المغلقة في (صنعاء) لاستنزاف الدولة، والحفاظ على مصالحها الشخصية!..
الإرهاب خنجر في ظهر البلاد، ومواجهته واجب وطني، ولكننا نعتقد بأنه ليس التحدي الوحيد الذي يهدد أمن واستقرار اليمن، ولا نشك أبدا بأن الفساد الذي ينهش في بدن البلاد هو الآخر تهديد لا يقل خطورة عن التطرف، ومتهم رئيس في تعثر التنمية، وتدهور الاقتصاد، وسيكون سببا بإجهاض مشروع الدولة المدنية الحديثة، ولن تتحرك البلاد خطوة إلى الأمام إلا باجتثاثه من جذوره!..
كما أن الإرهاب لا يقتصرعلى تنظيم القاعدة ولا يتم تفريخه فقط في المعاهد الدينية والمساجد وكتب السيد قطب، ولكن هناك أساليب تمارسها السلطة ضد المواطن تذله، و تدفعه للكفر بالدولة!.. فغياب العدالة أيضا إرهاب، والتآمر على الجنوب وقضيته إرهاب، و قتلنا بدم بارد إرهاب، ودمعة الأم المقهورة إرهاب، وسياسة الفقر والتجويع وسرقة قوت البسطاء وإهانة كرامة الشرفاء إرهاب، واستغلال المنصب واحتكار الوظائف إرهاب، والاستخفاف بعقولنا وقمع حريتنا وسلب حقوقنا ونهب ثرواتنا وتسريحنا من أعمالنا إرهاب، وجحيم الأزمات إرهاب، وانقطاع الكهرباء وانعدام الوقود إرهاب ،وعجزنا عن شراء دمية لأطفالنا ونظرة الحسرة التي نشاهدها في عيونهم الصغيرة إرهاب!.. سيدي الرئيس..إن الحكومة الفاشلة، والوزير الفاسد،والمحافظ الضعيف، والمسؤول الجشع، وموت الضمير جريمة في حق الشعب!..
أحيانا نشفق على الرئيس (هادي) من قسوة السلطة، وحرج المرحلة، فالسفينة التي يقودها متهالكة ،وعلى ظهرها تركة ثقيلة من مخلفات الثورات المجيدة، وإرث الأنظمة الجاهلة، والمستبدة، والوحدة المزيفة، وحرب الردة !.. ومن السخرية أن كل فلول النظام السباق، ومخترعين الثورة، والسياسيين الانتهازيين، والنخبة الفاسدة، والبلاطجة والقتلة، والناشطين المرتزقة، والمتباكين على دماء الشهداء ، والمتاجرين بالصدور العارية، وأيضا الحاشية الجديدة، والمتسلقين على أكتاف فخامته، والمحسوبين على نظامه الذين تعلموا الابتزاز في زمن قياسي، وظهرت عليهم النعمة فجأة..جميعهم ركبوا موجة التغيير، وحجزوا مكانهم في الصف الأول، ويرفعون أصابعهم بإشارة النصر، بينما الشعب الذي تدوسه نعال وطنيتهم منذ خمسين عاما سقط، وفاته القطار، ومازال يقف في آخر الطابور ينتظر ثورة جديدة!.. لا نبرئه أو نعفيه من المسؤولية، ولكن (هادي) ليس نبيا.
أثبت الرئيس (هادي) أنه سياسي محنك، ولكنهم لن يتركوه ينتصر بسهولة!.. فقد ينجح في قيادة السفينة إلى بر الأمان، ويغير وجه الوطن، ويحفر اسمه في وجدان الشعب، ويدخل التاريخ من بابه الكبير، وقد يتوقف قلبه من شدة القهر، وكل ما نتمناه ألا يكرر التاريخ نفسه، فيصبح مصيره كمصير الرئيس (الحمدي)!..اللهم طول في عمره، وأحسن خاتمته..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى