مناجاة وحروف دامعة في ذكرى الضياع الكبير

> علي غالب الصبيحي:

>

24 عاماً من رحيلنا إليكِ يا صنعاء .. جئناكِ حاملين الورد والفل والكاذي .. حالمين بوطنٍ عربيٍ كبير ولم نلقَ غير الرصاص والقذائف والبارود.
24 عاماً يا مايو الغبن والضياع .. كنا نهتف ونغني وإذا بنا ننتكس فجأة ويتحول عرسنا الكبير إلى مأتم لا انقطاع له.
24 عاماً أمتلأت أرضنا بالقبور، ومللنا مواكب التشييع وهانت دماؤنا، وشاخت أيامنا ولا مجيب!
24 عاماً يا غزة ويا فلسطين هي أنكى وأمرُّ من كل سنين عذابك لأن : ظلم ذوي القربى أشدّ مرارة على المرء من وقع الحسام المهندِ.
24 عاماً تحولت فيها مقابرنا إلى عمارات وفنادق، ونحتت فيها الجبال، ورُدِم البحر ونحن نحلم بكوخٍ نتفيأ ظلاله وأطفالنا وأعمارنا المبددة المهدورة.
24 عاماً من ذكرى الضياع الكبير وموجات الجراد البشري تستحوذ على كل شيء ويتحول الوطن مع هذا التمدد والاستحواذ إلى مقلب كبير للقمامة، وميدان للمطاردة والقتال وسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة.
24 عاماً من ذهاب العمر، وتبخر الحلم أيها المنافقون يا باعة العرض والأرض والكرامة .. فمتى تستفيقون ؟!
ربّاه طال الليل، وزاد عبث العابثين، وأعين الشابين أمان والخطيب لم تغمض معلقةً هناك على جسرٍ في مدينة لم تُحكم، ولم تقم عليها دولة يقال لها (صنعاء).. و(العواضي) بلحيته الكثيفة وعسكر قبيلته المتعجرفة يتبخترون ويتعربدون على الغلابى والمسحوقين .. فهل من منصف؟!
24 عاماً يا جامعة الخزي والعار وعصابات النهب والفيد والقتل تعيث في الأرض فساداً.. فمتى تستيقظي؟!
24 عاماً أيها العالم الغبي المتحيز .. ويا (الأمم المتحدة علينا) ونحن نقتل تحت مبرر (يشتبه، ويعتقد وأنفصالي، و ... و .....)، فأين أنتم من الإنسان وحقوقه؟
ربّاه، الوطن يحتضر والأرض تئن، والغلابى وبسطاء الناس في الرمق الأخير .. رباه، قيّض لهذا البلد المنكوب المنشحن بالجراح أيقونةً تمسح عنّا وعنه غبار السنين العجاف.
ربّاه العالم صعد الفضاء ونحن أنقضت أعمارنا وأعمار أجدادنا من قبلنا، وستنقضي أعمار أبنائنا من بعدنا، ونحن نعيش هم الكهرباء، والماء، وكسر الخبر الجافة.
ربّاااااه، الشعب منهك القوى، والوطن من المهرة إلى صعدة يعيش لحظات الاحتضار، فأبعث اللهمَّ له من يبعث الحياة في أوصاله، إنك سميع مجيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى