على قدر أهل العزم!!

> عبدالقوي الأشول:

>

في البدء لابد أن تنحني رؤوسنا لمواقف شعبنا الصامد البطولية الأسطورية، لقد قدم تضحيات جسيمة على مدى سنوات العقد المنصرم، كانت معاناتهم بالغة تحملوا العناء والمشقة في سبيل إظهار قضيتهم للعالم، لم ييأسوا رغم ما واجهوه من قهر وعنف، توالت حشود مليونياتهم من منطلق إيمانهم الراسخ لعدالة قضيتهم، لقد عودنا هذا الشعب العظيم بأنه المبادر الأول في كل شيء، سباق على قياداته ورموزه.
وإزاء ما قدموه من جهد وتضحيات جسام خلال السنوات الماضية يظل التساؤل المنطقي ماذا قدمت قياداته ورموزه في سبيل تدعيم نضالاته.
لقد بدت تلك القيادات والرموز عاجزة عن المبادرة لخلق واقع أفضل وتخطي ماضيها، كلا، إنها لم تمارس حقيقة التصالح والتسامح فيما بينها، الحال الذي جعلها تستجر ماضيها للأسف، غير قادرة على إنجاز وحدة الحامل السياسي (الشرط الموضوعي) لتحقيق نجاحات فعلية وحضور لافت في المحافل الدولية والإقليمية.
عجزوا تماماً عن فعل ذلك غير مستشعرين المسؤولية والأخطاء التي تواجه شعبهم وثورته السلمية، أمعنوا في كيل الإساءات لبعضهم، الأمر الذي تنعدم معه المراهنة لديهم على شيء أكثر من إرهاقهم للشارع الجنوبي، متجاوزين معاناته البالغة بعد مضي عشرة أعوام على تواجده الفعلي في الساحات، وغير مدركين آماله وطموحاته المرهونة لتحقيق مطالبه العادلة المشروعة المرتبطة بوحدة الحامل السياسي (وحدة الصف الجنوبي) عبر إرادة سياسية تمثله وتعكس نضالاته وتضحياته.
فكم هي المرات التي تمت فيها الدعوة لمؤتمر جنوبي جامع إلا أن عدم تجاوز الماضي واستشعار المسؤولية حالت دون تحقيق ذلك.
ذهبت الآمال مؤخراً في انتظار نتائج عمل اللجنة التحضيرية برئاسة الأستاذ الصريمة وكل من الدكتور سعيد الجريري والسيدة هدى العطاس وآخرين.. على أن تنجز هذه اللجنة ما تم العجز عنه في الماضي.
للأسف كافة المؤشرات القائمة أو الراهنة لا توحي بتغيير الحال، فحجم الاستجابة للذهاب لمؤتمر جنوبي جامع لم تكن بالمستوى المطلوب رغم وجود مثل هذه الرموز الوطنية الفاعلة التي يحدونا الأمل على أن تعمل بكافة السبل تقريب وجهات النظر، وطي صفحة الماضي وصولاً إلى مؤتمر جنوبي جامع يمثل دون ريب الشرط الأساسي والموضوعي لتحقيق وحدة صف جنوبية.
لا شك في أن الزملاء في اللجنة التحضيرية لديهم قراءة عميقة بالواقع، ولابد أن يتحلوا بنفس طويل لإنجاح المؤتمر الذي يشكل جسراً حقيقياً، مؤتمراً باتجاه تتويج نضالات شعبنا الواقع تحت جور الظلم والمعاناة، وتحقيق وحدة الحامل السياسي للثورة الجنوبية السلمية، آخذين فيها الاعتبار أننا أمام تحدٍ إما نكون أو لا نكـــون.. فليس شرطاً تطابق وجهات النظر أو اعتماد رؤية مكون دون آخر طالما والحال التوافقي يستدعي أن يقدم الجميع تنازلاتهم من أجل الوطن.. مدركين كل ما تحيط بواقعنا من تحديات وصعوبات ربما تضع الجميع أمام تبعيات استمرار الإخفاق على هذا الصعيد.
علينا أن نسأل أيضاً ماذا تحقق من كل المليونيات التي بذل شعبنا من أجلها الغالي والنفيس؟ وهل المليونيات هدف وغاية؟، ماذا تحقق من عملية التصالح والتسامح؟ وما هو دور القيادات والرموز الجنوبية تجاه قضيتهم؟
واقعنا اليوم يشير إلى منعطفات حادة في مسار ثورتنا، الحال الذي يقتضي تجديد أساليب العمل والنضال السلمي، والشعور بالمسؤولية تجاه هذا الشعـب المعطاء العظيم، وعدم استمرار المراهنة على جهوده دون فعل شيء على الصعيد السياسي.
واقع إذا لم تستشعر رموز الجنوب وقياداته حدة منزلقاته وفداحة ما يمكن أن تدفع من أثمان طالما بقي الحال على هذا النهج المأساوي من التشظي الذي لا يليق بتاريخنا وثقافتنا.
والأشد مأساوية أن يأتي الإخفاق من القيادات والرموز السياسية التي ينبغي أن تكون في مقدمة الصفوف نحو تحقيق أهداف عدالة قضيتنا.. فهل غاب العزم الجنوبي وكل ما ارتبط بتاريخنا من فاعلية وحضور عن التواجد وتغليب العقل والمنطق في هذه الأثناء العصبية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى