«الأيام» عودة الغائب الحاضر وفقيد الوطن (هشام)

> يحي عبدالله قحطان :

>
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا" صدق الله العظيم ..
إنهم أولئك الغرالميامين الذين حملوا راية النضال والكفاح المتواصل طوال حياتهم . واستعذبوا العمل الشاق والقول الثابت والصادق، وامتشقوا القلم الحر في سبيل إحقاق الحق وإبطال الباطل، والنصح لقادة الأمة وعامة الناس... كيف لا؟! وأفضل الجهاد والنضال كلمة حق تقال عند مستعمرغاصبٍ أو عند سلطان جائر أو عند حاكم ظالم إنهم أولئك الأماجد الذين رفعوا راية الكفاح والنضال ضد الحكم الاستعماري، والعهد الاستبدادي.. حقا لقد استعذبوا النضال المتواصل، والعنت والسهر والمشاق والصعوبات؛ ليهبوا لأمتهم عذب الحياة الحرة الكريمة، ولاريب فقد كان فقيدنا المناضل الكبير الأستاذ هشام باشراحيل بصحيفته الغراء «الأيام» في مقدمة تلك الكوكبة الرائده الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه والذي أفنى حياته هو وأسرة تحرير صحيفة «الأيام» المهنية منذ أن أسسها عميد الصحفيين -المغفور له بأذن الله تعالى محمد علي باشراحيل- في خدمة الوطن والمواطنين ناصرا للمظلومين والمستضعفين، ومدافعاعن حرياتهم وحقوقهم الإنسانية ،حيث كان الفقيد المناضل هشام يمثل نموذجا فريدا في المصابرة والمرابطة على العهد والوفاء، وتجسيده لمنظومة قيم شعبنا الإيمانية والأخلاقية، وتمثله لتقاليد وقيم شعبنا الأصيلة والوسطية والاعتدال والتسامح والحنكة السياسية واحترامه لحرية التعبير وللرأي والرأي الآخر، وتحليه بالخصال الحميدة والملاحم النضالية والوطنية والتي خاضها عبر صحيفته المهنية «الأيام» المنبر الحر للجنوبيين خاصة ولليمن عامة، كما كانت «الأيام» بحق الرئة التي يتنفس بها مواطنونا .
وإذا كان الحراك الجنوبي السلمي بكل مكوناته هو الحامل بامتياز للقضية الجنوبية العادلة، فقد كانت صحيفة «الأيام» الغراء ورئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل هو المدافع والمناصر للقضية الجنوبية بإخلاص ولذلك دفع ثمن مواقفه الشجاعة ،حيث تعرض فقيدنا المناضل الشهيد هشام وأسرته الكريمة لشتى أصناف القمع والتعسف والقهر والتنكيل والتشريد، كما تم وقف صدور «الأيام» القسرى والظالم فلم يخضع ولم يستسلم وظل شامخا شموخ شمسان وردفان، حتى انتقل إلى رحاب الله قبل أن يرد له الاعتبار تحفه الجماهير معززا مكرما وإلى جنة الخلد مأواه بأذن الله ،ذلك أن من ناضل وكافح في سبيل إحقاق الحق وإبطال الباطل؛ نال درجة الشهداء حتى وإن مات على فراشه كما جاء في الحديث الشريف، وفي هذا الصدد يتساءل الضمير اليمني والإسلامي ؟ أي ذنب جناة فقيدنا المناضل هشام باشراحيل وأسرته الكريمة حتى يتعرض مسكنه العامر في صنعاء وفي عدن ومقر «الأيام» للعدوان بالأسلحة المدمرة والقنابل المحرقة ؟ وأي ذنب جنته صحيفة «الأيام» الصحيفة المهنيه العدنية الجنوبية حتى يتم وأدها وقصف مقرها ومنع صدورها ؟ ترى من عكر صفونا؟ ومن قوض أمننا؟ ومن فرق جمعنا؟ ومن شوّه إسلامنا ومن مزق وحدتنا؟ومن نكدعيشنا؟ ومن كدر أيامنا؟ومن أهدر دماءنا؟. من أثار الحقد والكراهية بين مواطنينا؟ ومن نشر أفكار الغلو والتطرف والإرهاب في ربوع يمننا "ألا إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .عندما تم الاعتداء على منزل الأستاذ هشام في صنعاء تداعى الإخوة من أبناء الجنوب في صنعاء من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وبقية المرافق للمرابطة في منزل الأستاذ هشام مستنكرين العدوان ومناصرين للأخ هشام وأسرته رافضين تسليم الأخ هشام المعتدى عليه للنيابة ،كما تم الاعتداء الغاشم على منزل الأستاذ هشام ومقر «الأيام» في عدن وتعرضه للمحاكمات الكيدية والظالمة، وفي يومي 3 و4 شهر مايو 2009 تم مصادرة «الأيام» ومنع صدورها ظلما وعدوانا، واليوم وبعد مرور خمس سنوات من أسر «الأيام» التعسفي هاهي «الأيام» تطل علينا بإشراقاتها المعهودة... حقا إن عودة «الأيام» إلى أحضان مواطنيها ومحبيها يعتبرعودة للغائب الحاضر فقيد الوطن الأستاذ هشام باشراحيل -طيب الله ثراه- وإذا كان الأستاذ هشام قد فارقنا إلى رحاب الله قبل أن يرد له الاعتبار ولصحيفته «الأيام» فإنه حي في وجداننا وذاكرتنا، حي بمبادئه العظيمة وأخلاقه الحميدة، حي بسجله النضالي والوطني وبقلمه الحر والمسؤول، حي بصحيفته «الأيام» ورئيس تحريرها الأستاذ تمام خير خلف لخير سلف، حي بأولاده النجباء فالآباء هم الآباء، والأبناء هم الأبناء، ومن شابه أباه فما ظلم .
وفي هذه المناسبة كأننا بفقيدنا الأستاذ هشام يطل علينا من عليائه، ولسان حاله ينشدنا .
سيذكرني قومي إذا جد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
كأننا بفقيدنا هشام وأمام هذا الوضع المتأزم الذي تعيشه بلادنا يستصرخ فينا قائلا: "انبذوا الأحقاد والخصام والمكايدات المقيتة والثأرات السياسية والصراعات المنتنة سددوا وقاربوا، تطاوعوا ولا تختلفوا، توحدوا ولا تتفرقوا، توافقوا ولا تتناعوا، تسامحوا ولا تتخاصموا، تحاوروا ولاتتصارعوا، واجتمعوا على كلمة سواء، ومؤتمر جنوبي جامع وكونوا عباد الله إخوانا، ولنصرة قضيتكم الجنوبية العادلة أعوانا وأنصارا" .
وفي الختام نحيي كل من ناصر ودافع وتعاطف مع الأستاذ هشام وأسرته الكريمة وصحيفته «الأيام»، وفي المقدمة رئيس الجمهورية الأخ المناضل عبدربه منصورهادي - حفظه الله - وربنا يتغمد فقيدنا هشاما بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، آملين الإفراج عن الأخ المناضل أحمد عمر المرقشي والله المستعان، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى