شعب يحاول النهوض وقيادة لا تريد

> وضاح محمد الحالمي:

> لا يختلف اثنان من أبناء الجنوب أو حتى ممن يدعم حرية الشعوب في دول العالم المختلفة، ويتفهم القضية الجنوبية بحساسيتها بأن المناطحات والمناكفات السياسية بين القادة الجنوبيين وعدم قدرتهم على إيصال خطاب سياسي واحد يعد هو سبب رئيس في عدم انتصار القضية الجنوبية، والمشكلة التي تقف أمام الجماهير في تحقيق الأهداف المنشودة التي يتطلع إليها الجنوبيون.
ففي مليونية (فك الارتباط) تجلت الصورة بوضوح ـ وكانت الصورة أبلغ من الكلام ـ شعب يحاول النهوض من جديد من المأزق الذي أوقعته فيه الساسة وأخطاء القادة حتى أنه يريد أن يمحو أخطاءهم الكارثية، ليزحف من مختلف قرى ومدن الجنوب بأحاسيس مرهفة ومشاعر صادقة تعبر عن الإيمان العميق بعدالة القضية لتعانق هذه الجماهير التواقة تحت سطوة المعاناة والألم دون اكتراث إلى ارتفاع درجه الحرارة وزيادة الرطوبة، مدافعون عن القضية باستبسال لترسم لوحة وفاء وعرفان لقوافل الشهداء التي ضحت من أجل هذه القضية وروت دماؤها الزكية ثرى هذا الوطن.
بالمقابل وأمام هذه التضحيات الجسام والعزيمة الصلبة والإرادة التي لا تنكسر التي أظهرتها جماهير الجنوب في الساحات والميادين ثمة قيادة سواء في الداخل أو الخارج اتضح أن وجودها مثل عدمها، ولم تقم بأي دور إيجابي تجاه القضية والوطن يرتقي إلى الدور البطولي للجنوبيين وتضحياتهم، إذ أنها وعوضاً من الالتئام في طاولة واحدة، والخروج برؤية موحدة يخدم القضية لجأت إلى المناطحة فيما بينها وحرصت على حب الظهور، ومن ثم يظهر لنا قيادي من المجلس الأعلى أو مجلس الثورة أو حتى من القيادة المتواجدة في عواصم عربية وأجنبية واعظا الجماهير بتصريح غريب ومستفز نوعا ما يدعو فيه الجماهير إلى التوحد ورص الصفوف لإفشال المؤامرات.. يا للهول نسى هذا الرجل أو أنه يتناسى بأن الجماهير قد توحدت على المطلب والهدف والتفت حول القضية قبل أن يرسل إليهم دعوة، لذا يتوجب عليه التوحد هو مع بقيه الرفاق.
قيادي آخر من هذه القيادات التي أثبتت فشلها تخبرنا أن المليونية هذه ستكون حاسمة، وسينظر العالم إليها بعين الاعتبار حتى أنه يبشرنا بقدوم النصر، وكأنه يعتقد ويتوهم أنه بتصريح مثل هذا قد يلفت نظر (بان كي مون) ويجبره على الرضوخ ليذهب الكوري الجنوبي مهرولاً إلى المنصة الشرفية لقاعة مجلس الأمن الدولي استجابة لتصريحه يخاطب العالم والدول ذات العضوية إلى إعلان الانفصال بين الشمال والجنوب.
الأمور ليس هكذا تدار يا عزيزي القائد، فإن الوهم لا يحقق حلم أو أمنية ولا التصريح بعنوان عريض على ظهر صحيفة قد يصنع نصراً مؤزراً لقضية ولا حتى الظهور على شاشة قناة بكلام معسول قد يخفف من المعاناة ويداوي الجرح النازف لهذا الوطن المثخن بالجراح والآلام والمثقل بالمآسي والأحزان ... حتى أن القائد المحنك هذا يظهر لنا من جديد حاملاً بشرى سارة يبشرنا بأن الجنوب قد أوصل رسالته إلى العالم بهذه المليونية، نعم يا سيدي القائد، الجنوب أوصل رسالته مكتوبة بدماء شهدائه الأبطال ومرفقة بتضحيات أبنائه الميامين ليقرأها صاحب العيون الضيقة جيداً ليدرك أن هناك قضية فعلاً حتى وإن تجاهلها نتيجة لتعدد المكونات وعدم وجود قيادة واحدة تمثل الشعب وبإمكانها مخاطبة العالم، لكنه يرى أن في هذه الرقعة الجغرافية من شبه جزيرة العرب فعلاً قضية تستحق الالتفات.
يا قادتي الأعزاء الشعب سئم الكلام المعسول والتصريحات الغاضبة التي تدغدغ العواطف وتهيج المشاعر، والذي اكتشف أنها تزيد من الألم، وبالتالي فإن التئام القادة والخروج بخطاب سياسي يرافق العمل النضالي الدؤوب ضرورة ملحة الهدف منها إيصال رسالة إلى العالم، فحواها إن الجنوب يرفض وحدة الزيف والخداع، بعيداً عن الشطحات والمناطحات والعمل السياسي المنفرد الذي قد تؤثر سلباً على مستقبل الجنوب وقضيته العادلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى