عودة «الأيام».. عودة الروح

> أحمد عبد الله أمزربه:

> منذ الإعلان عن اقتراب عودة صدور صحيفة «الأيام» الغراء الحبيبة، وأنا أحاول الكتابة، وكلما كتبت موضوعاً عما يجول بخاطري عن عودة صحيفة «الأيام» للصدور، وعن القهر والظلم الذي تعرضت له مؤسسة «الأيام» والناشران فقيد الوطن الكبير هشام باشراحيل ـ رحمة الله عليه ـ وأخوه تمام باشراحيل والأبناء باشا وهاني ومحمد هشام، وكل أفراد أسرة عميد ومؤسس صحيفة «الأيام» المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل، رحمه الله رحمة واسعة، الذين دفعوا ضريبة مواقفهم النبيلة، ضريبة لم يدفعها قبلهم ولا بعدهم إنسان، وثباتهم اللا محدود على مبادئهم الوطنية وقيمهم الأخلاقية والإنسانية، ورغم ما ألمَّ بهم من مآسٍ مادية ونفسية لم يتزحزحوا قيد أنملة عن مواقفهم الشجاعة، ثابتين عليها ثبات الرواسي الشامخة.
وكلما قرأت موضوعاً أكتبه عن «الأيام» وآل باشراحيل الكرام أشعر أنني لم أوفِ في إعطائهم حقهم من الوفاء والثناء والتقدير، للدور الكبير في نصرة القضية الجنوبية العادلة، والتي كانت صحيفة «الأيام» إحدى الدعامات الرئيسية لظهور ونجاح الحركة الشعبية الجنوبية (الحراك الجنوبي) .. قال المفكر العربي خوري بشارة "قامت ثورات الربيع العربي على ثلاث دعامات رئيسية هي وثائق ويكليلكن، والتواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وقناة الجزيرة". والحركة الشعبية الجنوبية (الحراك الجنوبي) الذي سبق ثورات الربيع العربي بسنوات قام على ثلاث دعامات رئيسة: ظلم النظام السابق، واجتياحه الجنوب في صيف 94م، ومبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، و "صحيفة الأيام".
ومواقف "صحيفة الأيام" ونصرتها للمظلومين والمقهورين في عموم اليمن "شمالاً وجنوباً"، لن يستطيع أحد أن يعطي صحيفة «الأيام» وآل باشراحيل الكرام حقهم مقابل الضريبة التي دفعها رجالهم ونساؤهم وأطفالهم والرضع منهم، وهم يواجهون الاعتداء الغاشم على مبنى الصحيفة ومنزل الناشرين هشام وتمام باشراحيل، بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لم يشهد له التاريخ مثيلا، لا لشيء ارتكبوه، غير ثباتهم على قدمهم ومبادئهم الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وسيرهم في الطريق الذي رسمه للصحيفة والدهم محمد علي باشراحيل رحمه الله، وجعل صحيفة «الأيام» مدرسة تعلم منها الكثير من الكتاب والصحفيين، وتخرج منها كوكبة من ألمع الكتاب في الصحافة.
وقد عبرت عن ذلك في قصيدة قلتها في إحدى الوقفات التضامنية مع صحيفة «الأيام» ونشرتها في عدة صحف جنوبية، أهديتها إلى أوفى الرجال مع صحيفة «الأيام» الأستاذ نجيب يابلي (أبو جهاد)، والوفاء مع الأوفياء لصحيفة «الأيام» وفاء لـ «الأيام» نفسها وللقائمين عليها والقصيدة تقول:
سلام مني تحية مايكتبوا بالمداد/ إلى شخص واجب نعزه من بين كل العباد/ مولى الوفاء والشهامة اليابلي بو جهاد / مخلص وفيٌّ للقضية لا ناد شمسان ناد/ وشمسان ماشي يهزه لا جات صرر وعاد / المدرسة ذي دخلها هي واحدة في البلاد / هي مدرسة باشراحيل ذي من دخلها استفاد / منها تعلم وعلم اليابلي بو جهاد / وثرنا صحافة بلدنا بالمعرفة والرشاد / كاتب يقول الحقيقة يكشف وجوه الفساد / ساعف هشام الشجاعة وسأمنا في الرياد / لي فخر لانا سعيفه من ساعف الجيد جاد / والجيد حتى ولو تعب با يلحقك بالجياد / والفسل حتى ولو اركب ما يخرجك من رماد / قدها مقاله وحكمه معروف في كل واد / من زام جدي وجدك ياليابلي بو جهاد .. فلا يستطيع أي محب ووفي لصحيفة «الأيام» والقائمين عليها أن يقول إلا أن عودة «الأيام» عودة الروح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى