والله ما تحلحل حتى يلتفت

> جلال عبده محسن:

>
مناسبتان وخطابان وعلمان وثلاث أغنيات.. هكذا بدا لنا المشهد في اليومين الماضيين في الاحتفال والابتهاج، وكلا بطريقته الخاصة، فالحراك الجنوبي السلمي وكعادته في إحياء الفعاليات والمناسبات والأحداث للتعبير عنها وترجمتها على الأرض، وفي ساحات وميادين الجنوب، أقام المليونية في العاصمة عدن، في ظل رفض قاطع واستهجان من قبل قطاع واسع من الجنوبيين ظلوا ولا يزالون يعانون من تلك الوحدة "المغدورة"، والمناسبة كانت الذكرى العشرين لإعلان فك الارتباط تزينها أعلام الجنوب، ومتمسكون بإرادتهم السياسية الجنوبية في (....) ولسان حالهم يتغنى بالأغنية اللحجية المشهورة "والله ما تحلحل حتى يلتفت"، بعد أن ضاق بهم الحال وتقطعت بهم السبل، حتى أملهم في حل القضية الجنوبية وفقاً للمستجدات والتطورات التي شهدها العالم العربي، خيبتها المبادرة الخليجية عندما وضعتها كقضية ضمن الحوار لا قضية للتفاوض والحوار وبطريقة ندية، كما تم التوقيع على الوحدة أثناء قيامها في 22 مايو 1990م بعد أن عبث بها العابثون، وتم ترسيخها بعد تلك الحرب الظالمة بالنار والمدفع والدبابة، لتستمر المعاناة والجروح التي لم تندمل بعد، في ظل بقاء الأطراف الأساسية مهيمنة على المشهد السياسي، وهي من كانت في الأمس سبباً في إفراغ الوحدة من مضمونها الوطني والاجتماعي.
بينما وفي الاتجاه المعاكس أقيمت الاحتفالات وبالطريقة الرسمية بمناسبة الذكرى الـ 24 لإعلان الوحدة، وعلى أنغام الأغنية "لمن هذه القناديل تضوي لمن"، بينما ظل آخرون محتارين في الاتجاه الوسط يدندنون على وقع أنغام أغنية المرشدي "لا وين أنا لا وين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى