الوجه الرياضي للناصر الجنوبي (علي ناصر) :كيف ثأر للفرق الجنوبية بتصميم بطولة لم تتكرر ؟

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> ليس لديَّ أدنى شك من أن الرجل الذي ترك في قلوب (الجنوبيين) طنًا من (التقدير) و(الإعجاب) هو ذاته (الرياضي) الصميم الذي كان يُتابع الشاردة قبل الواردة في أمور كرة القدم من (طقطق) للسلام عليكم.!
* وليس لديَّ ذرة شك واحدة من أن الرجل الذي كان (محور) الكون بعد أحداث يناير الأسود بين ذوي القربى من (الطغمة) و(الزمرة) هو ذاته الرجل الذي يموت في كرة القدم، ويتابعها عن كثب كحالة نادرة غابت عن الخليج (الفاتر) والمحيط (الخائر) .. بدلالة (شكسبير) نفسها الذي كان شاهدًا على الحب العذري بين (روميو) و(جولييت).!
* وبلا ريب يقف الرئيس السابق علي ناصر محمد في طليعة الرؤساء الذين زاوجوا بين (الدهاء) السياسي و(المرونة) الرياضية .. وربما ينفرد أبو جمال من كونه رئيسًا ملمًا بخفايا وأسرار الأندية في (الجنوب) .. متسلحًا بحاسته الرياضية التي جعلت لوجهه الآخر (لونًا) بطعم العسل (الدوعني).!
* كان أبو جمال مفرط الإحساس والمشاعر .. يمتلك عاطفة رياضية (جياشة)، وفوق هذا وذاك ربطته علاقات متينة بلاعبي كرة القدم .. كان رئيس (الجنوب) مستمعًا جيدًا .. لا يقاطعك .. ولا يصادر آراءك .. كان يفتح عقله قبل قلبه للنجوم لمعرفة نقاط القصور والضعف، والعمل على معالجتها .. والشواهد تتعدد من الجوهرة (أبو بكر الماس) قائد المنتخب في ولاية (الناصر) الرئاسية إلى دينامو السبعينيات (عوضين).!
* في عام 1981م ذهب حسين الأهجري رئيس اتحاد كرة القدم في (الشمال) إلى دار الرئاسة كمبعوث يحمل رسالة للرئيس علي ناصر ليحضر نهائي كأس اليمن بين الفريقين الشماليين (الوحدة والشعب) وكلاهما من صنعاء .. وعندما لم يجد فريقًا جنوبيًا طرفًا في النهائي .. قطب جبينه على طريقة أمير الشعراء أحمد شوقي الذي تبرم من (بيرم التونسي) قائلا حكمته المشهورة: ((أخاف على العربية من بيرم)) .. وسأل (الأهجري) بأنفاس ساخنة لفحت وجه (الأهجري): كيف نهائي بين فريقين من عندكم أين فرقنا ؟!! .. ابتسم (الأهجري) محاولاً تلطيف الأجواء الاحتجاجية قائلاً: للأسف يا فخامة الرئيس (وحدتكم) خسر من (شعبنا) .. وشمسانكم خسر من (وحدتنا) !! .. هنا استعاد الناصر علي حكمته ووقاره معتذرًا عن عدم الحضور لأسباب عملية مكلفًا بالشهيد (علي عنتر) وزير الدفاع لحضور النهائي وتسليم الكأس للفائز الذي كان (وحدة صنعاء).!
* لم يكن يعلم (الأهجري) أن الرئيس الجنوبي فور خروجه من دار الرئاسة بعدن استشاط غضبًا .. فاستدعى في الحال رئيس الاتحاد الجنوبي والمجلس الأعلى .. والنتيجة أن (علي ناصر) صمم بطولة في العام نفسه حملت كأس اليمن .. وجمعت بطل الكأس في (الجنوب) التلال وبطل الكأس في (الشمال) فريق أهلي صنعاء احتفاء بالذكرى الرابعة عشرة لاستقلال (الجنوب) من المستعمر البريطاني.!
كيف احتفل بفوز التلال على أهلي صنعاء
كيف احتفل بفوز التلال على أهلي صنعاء

* كان الرئيس الناصر يتابع المباراة التي جرت على ملعب الشهيد الحبيشي من خلف الشاشة الفضية .. يومها ألغى جميع مواعيده العملية والسياسية، وقرر مشاهدة المباراة في دار الرئاسة كمشجع (تلالي) .. وكان يتمايل طربًا مع الأهداف التلالية الثلاثة التي سجلها : عدنان سبوع من ضربة رأس بديعة في الشوط الأول .. والقائد الفذ أبو بكر الماس بعد كرة (تيكي تاكا) بينه وبين سامي نعاش .. وحسين عمار المدافع الذي اقتنص الكرة المعكوسة من عدنان سبوع.!
* كان الرئيس الناصر أسعد رجل على ظهر البسيطة .. فالتلال الكبير انتقم للخروج المهين لشمسان البطل والوحدة الوصيف .. فقرر تكريم فريق التلال محتفيًا بفوزه الكبير ببطولة كأس اليمن .. كما لن ينسى قائد التلال أبو بكر الماس الاتصال الذي تلقاه في المساء من الرئيس الناصر .. وسط موجة من كلمات الإطراء والتغزل بما صنعه التلال في ملحمة الكأس.!
* لا يعرف الكثيرون أن (علي ناصر) عقد لقاءات مكوكية مع الاتحادين الشمالي والجنوبي لتصميم هذه البطولة الخاصة التي استحدثت للمرة الأولى والأخيرة .. ولم يعِ الشماليون من أن الرئيس الجنوبي كان متعصبًا للفرق الجنوبية وداعمها الأول في المشاركات الثنائية .. وأنه يستدرجهم للوقوع في فخ الانتقام.!
* عندما علم (أبو جمال) بأن العقد انفرط في صنعاء .. وأن فريقي شمسان والوحدة خيبا الآمال، وتجرعا مرارة الهزيمة في ملعب (الظرافي) .. سارع الرئيس لاستقصاء الأسباب والمبررات .. طلب تقريرًا حول ما أسماه (الكارثة) التي حلت بكرة (الجنوب) .. درس التقرير بعقل متفتح على الهواء والماء الرقراق في صيرة .. ولم يهدأ له بال إلا في الساعة التي توج فيها (التلال) ببطولة الكأس على حساب أهلي صنعاء.!
* ويتذكر كل من في رأسه خلية مخ أن التلال بسط نفوذه على المباراة، وتسيدها من الألف إلى الياء .. متسلحًا بجماهيره الغفيرة التي ملأت المدرجات منذ الصباح الباكر رغم أن تلفزيون (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) نقل المباراة على الهواء مباشرة إلى جانب الربط مع تلفزيون (الجمهورية العربية اليمنية).!
* قد يتساءل بعض الحيارى .. لماذا لم يحضر (علي ناصر) المباراة، واكتفى بمشاهدتها عبر التلفاز وفي مكان قصي من دار الرئاسة ؟!! .. الجواب في غاية البساطة .. رجل يقيس أفعاله بأوقيات الزئبق لا يمكنه الإقدام على خطوة دون استشارة عقله قبل قلبه .. ولأن الشماليين قد يأخذون على خاطرهم، ويتبرمون لأنه غاب عن نهائي وحدة صنعاء وشعب صنعاء .. فضل (أبو جمال) مراعاة مشاعر الإشقاء في الجمهورية اليمنية .. من دون أن يعلموا بأنه المهندس الحقيقي للفوز التلالي .. وأنه أول من دس (سم) الانتقام في العنب الصنعاني.!
)أبو جمال( .. العاشق الزاهد للرياضة والرياضيين
)أبو جمال( .. العاشق الزاهد للرياضة والرياضيين

* في صبيحة اليوم التالي أرسل الرئيس (علي ناصر) برقية تهنئة حارة لإدارة نادي التلال الرياضي .. شاكرًا عطاءات اللاعبين والجهاز الفني .. متمنيًا أن يبقى (التلال) صمام أمان الكرة في (الجنوب).
وفي نادي التلال أقيمت الأفراح والليالي الملاح احتفاءً باللقب الكبير .. وكان أول رد فعل للإدارة التلالية أنها أهدت هذه الكأس للرئيس (علي ناصر محمد) الرجل الذي ابتكر هذه البطولة التي لم تقم ثانية .. في وقت تغنت صحيفة 14 أكتوبر بإنجاز نادي التلال، وقدرة لاعبيه على ترويض لاعبي أهلي صنعاء، وتحويلهم إلى (حملان) وديعة سرعان ما تم (تدجينها) على الرغم من أن نادي الأهلي استعان ببعض اللاعبين من أندية شمالية أخرى تحسبًا لفريق (التلال) البريمو الذي لم يكن يقهر على أرضه، وحتى خارج أرضه .. ولعل رحلته في بداية العام 1980م خير شاهد على ما فعله رفاق (سعيد دعالة) اللاعب العبقري الذي كان يداوي الفرق الأخرى بالتي كانت هي الداء.!
والسؤال الذي يطفو على السطح بعد أن تراكمت السنون .. هل كان الرئيس الجنوبي (تلاليًا) بالفطرة ؟!! .. هل كان (التلال) فريق الناصر (علي ناصر) المدلل ؟!! .. هل كان التلال هو الفريق الذي يعدل مزاج (أبي جمال) كرويًا. ؟!.
في الأسبوع القادم سنكشف عن بعض الحقائق في علاقة الرئيس الجنوبي المحبوب (علي ناصر محمد) بنادي التلال .. ودعوا حكمكم دائمًا بعد المداولة .. فالسر الذي جمع (علي ناصر) بالتلال غامض لم ينكشف ! .. لكن ساحل (حقات) الوحيد الذي يحتفظ بأسرار العشق المتبادل بين شاغل الناس ومالئ الدنيا (علي ناصر) وحبيب الجنوبيين نادي (التلال).!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى