التوظيف السياسي

> عبدالرحمن نعمان:

>
كنت قد دلفت سور مكتب الخدمة المدنية في كريتر - الخساف وكانت أعداد كثيرة من الشباب والشابات تجلس موزعة بين الساحة والمكاتب لا أدري لماذا، أما أنا فليس لي علاقة بالمكتب بعد تعاقدي عام 2006م وإن كنت قد ذهبت لاستخراج بعض الأوراق لمتابعة تعديل الراتب التقاعدي، حيث لم يكن الراتب المستحق عند التقاعد.
وفجأة من باب المزاح قلت بصوت عال ومسموع للتجمعات الموزعة.. يا عالم متى عاد باتوظف وأنا ملتزم بتجديد التقييد سنوات.. الكل لمحتهم يتلفتون نحو الصوت.. ولمحت استغرابهم في وجوههم.. وسمعت تعليق: أوه.. يعني نحن بانكون مثله، وأخرى إلى جانب زميلها وجدت فرصة وسألتني: من متى أنت مقيد اسمك؟.. الكل صدق وإن كنت كبيرا في السن.
إذاً.. نحن نستغرب إن وجدنا كباراً في السن وهم ما زالوا مقيدين في مكاتب الخدمة المدنية ولم يجدوا وظيفة.. وهذا يعيدنا إلى التوظيف السياسي الذي يعني مجرد راتب بدون أية علاوة، ولست أدري ماذا يسمى التوظيف الصادر من مكتب الخدمة المدنية في عدن أو في غيره من مكاتب الخدمة في بقية محافظات الجمهورية ويستلم هؤلاء رواتبهم وكل علاواتهم خاصة من صدرت فتوى توظيفهم في التربية والتعليم.
ما حفزني إلى كتابة هذا الموضوع هو الاستطلاع الذي قدمته صحيفة "الأيام" في عدد الخميس الماضي بعنوان "الأيام" تسلط الضوء تلا قضية المعلمين الجدد في عدن.. والمقصود هم (توظيفات عام 2011م) وجهات رسمية ترفض صرف مستحقاتنا بذريعة التوظيف السياسي.
وطبعاً هذه أول مرة أسمع فيها عن نوع من أنواع التوظيفات، وكأن هناك أنواع أخرى من التوظيفات على سبيل المثال التوظيف الثقافي، التوظيف الاقتصادي، التوظيف النفسي، التوظيف الرياضي والتوظيف الاجتماعي.. الخ.. ومعنى ذلك أن بين أنواع كل هذه التوظيفات يتسنى (التوظيف السياسي) من صرف المستحقات التي تنطبق على التوظيفات الأخرى!
القضية وما فيها أن هناك قوانين عمل يجيب أن يشكل الجميع تحتها ويتم تطبيقها أما أن يقول الأخ مدير عام مكتب التربية والتعليم / عدن: بأنه سوف يستغني عنهم بالقدامى، وأنه قال للأخ عارف محمد مندوب موظفي ثانوية مأرب في مديرية المعلا حرفياً: "مافيش معانا فلوس وتوظيفكم توظيف سياسي" فهنا تكمن المصيبة حيث وأن الأخ المدير يعبر عن نفسه هو إذ أنه جاء إلى هذا المنصب عن طريق المحاصصة، ويتوجب عليه كمسؤول أولا أن يتابع حقوق هؤلاء الذين يستحقون عدداً من العلاوات للفترة السابقة.. وأما إذا كان الحل لديه هو الاستغناء عنهم بالقدامى فإن إضراباً واحدا سيشل الحركة التعليمية في كل مدارس عدن، وأنه هو من سيتحمل مسؤولية ذلك بما صرح به دون إدراك ما سينجم عن تهديده ذاك، فمن سيقدر تعب المدرسين الجدد، حيث إنهم سيصابون بحالات نفسية خاصة وأن من توظفوا في العام 2012م في سلك التربية والتعليم في المحافظة تصرف علاواتهم جميعاً.. فهل هناك من يقدر على إيجاد مبرر واحد غير (التوظيف السياسي) يقنع موظفي عام 2011م بعدم جدوى مطالبتهم بحقوقهم بالطرق المدنية والسلمية؟!
في الأخير.. مبارك لأسرة "الأيام" عودتها بعد غياب.. مبارك للأسرة الصحافية في عدن بعودة "الأيام" وعقبال إطلاق حرية حارسها الفذ أحمد بن عمر المرقشي المسجون ظلماً في غياهب سجون نظام همجي لغته الرصاص بدلاً من القلم الرصاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى