شموس أيامنا تشرق في طورها الثالث

> علي محمد السليماني:

> ليست صحيفة "الأيام" التي تم تغيبها قسرا عن قرائها ومحبيها طيلة خمس سنوات عجاف، مجرد (سيارة) تظهر وتختفي حسب المواسم وحسب مايفتح الله لها من رزق ، فـ"الأيام" صحيفة رصينة ومتزنة، أصابت النجاح في مختلف مجالات الفن الصحفي والصناعة الصحيفة المتطورة، حتى وصلت إلى المستويات العليا في الإنتاج والتوزيع والإعلان، ذلك النجاح الذي أزعج جبروت المتجبرين وأثار المزيد من الحقد عليها، الذي تختزنه أنفسهم تجاه كل فعل جميل، وكالوا لها الاتهامات والمحاكمات والقضايا (الكيدية) بغرض إرباكها وليِّ عودها الصلب في قضايا المظلومين وثنيها عن رسالتها الصحفية المناصرة لهم، ولم تكف كل تلك القضايا المعروضة أمام محاكمهم، بل أضافوا قضية أخرى تتعلق بملكية ناشري "الأيام" للدار التي اشتريا أرضيتها من حر مالهما وشيدا عليها مسكنا لأسرتهما الكريمة في سبعينيات القرن الماضي بعد لجوء عميد الأسرة الراحل محمد علي باشراحيل ـ رحمه الله ـ إلى الجمهورية العربية اليمنية، مختارا صنعاء لسكنه وأسرته.
فما كان من الخصوم الذين فضح الله أمرهم، إذ اكتشفت المحكمة أن آل باشراحيل قد اشتروا الأرضية (والدَّعِي) مازال في علم الغيب في صلب والده.. مصداقا لقوله تعالى: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" ، ولكن هيهات للظالمين أن يتعظوا، فكانت آية ربك الأخرى لهم محذرة مصداقا لقوله تعالى: "سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، فتمادوا ولم يتعظوا فكان العدوان على هشام وداره في صنعاء منتصف عام 2008م، وكان البطل أحمد عمر العبادي المرقشي، وقف حاملا للأمانة مدافعا عنها امتثالا لقوله تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" ، ولكن أين للطغاة أن يسلموا للحق، وهم فخورون مختالون بما أتاهم الله في علو بغيض، لتعاود نفس تلك المجموعة عدوانها الغاشم، ويريهم الله عز وجل آياته في أنفسهم بعد أن تجاهلوها في الأفاق، بأن جعل الله كيدهم وشرهم في صدورهم لينسحبوا ويستعينوا بكبيرهم الذي علمهم السحر، ويكون القضاء المسيطر عليه أداتهم للنيل من هشام باشراحيل ـ رحمه الله ـ والإيقاف بحارسه القوي الأمين أحمد عمر العبادي المرقشي ـ فك الله أسره ـ في غياهب السجن ظلما وبغيا.
ولكن الله لبالمرصاد للظالمين، وآياته لا يحصيها غير الذي خلقها، كرروا عدوانهم على دار "الأيام" في عدن السلام، قتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأرعبوا النساء والأطفال والعاملين في الصحيفة الملاصقة للدار، وكان إغلاق "الأيام" التي أرادوا تكميم صوت الحق وإطفاء نور الحقيقة، وكانت آيات ربك بالمرصاد: "سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم" ، وهكذا كان عدل ربك سبحانه وتعالى مرة أخرى يرونها في أنفسهم، حتى وإن أدوا الصلوات.. وقريبا سيكون عدله ليري الله عبده القوي الأمين أحمد عمر العبادي المرقشي نور الحرية أو آياته في ظالميه تماما كما أرى الله عبده الصابر هشام باشراحيل ـ رحمه الله ـ آياته في ظالميه قبل أن يلقى ربه قرير العين في جنة الفردوس، وهاهي "الأيام" تعود شموسها المشرقة نورا للحقيقة والحق، ونارا على الظلم والظالمين في طورها الثالث بقيادة ربانها الماهر صنو هشام تمام محمد علي باشراحيل، وأشبال هشام باشراحيل ومحمد وهاني.. ولنا جميعا في مصيبة "الأيام" عبرة وقصة، هي قضية الحق والباطل، قضية الإيمان بعدالة السماء إذا جانبت عدالة الأرض الصواب، وفي الأخير نهنئ أنفسنا جميعا بهذه الإشراقة لشموس أيامنا في طورها الجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى