إلى الرئيس هادي .. اعملها ولو لمرة واحدة !

> محمد زين الكاف:

>
الأوضاع في اليمن يتصاعد فيها التوتر يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، إلى حد أن إحدى القنوات العربية وصفت ما يحدث بأنه "ينذر بكارثة حرب"، وأصبح من يتابع أحداث اليمن في نشرات الأخبار السياسية سيجدها تأتي ـ في الترتيب ـ بعد أحداث العراق وليبيا وسوريا!.
إن هذا بطبيعة الحال يؤكد أننا لسنا منعزلين عن محيطنا الإقليمي والدولي أيضاً، لذا جاءت ردة الفعل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم 13 مايو الجاري، أي قبل 14 يوماً، في إشعار بعثة إلى الكونغرس الأمريكي، مفاده أن حالة الطوارئ القومية المتعلقة بالوضع في اليمن للمرة الثالثة، تبعث تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية لها، "هذه التحديات تشكلها تصرفات وسياسات بعض أعضاء الحكومة اليمنية، وغيرها من الجهات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن".
كلام كهذا موجه من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لم تحمله الحكومة اليمنية على محمل الجد، ولم تغير من أساليبها ولا من سياساتها، فالأمريكان وغيرهم من الدول الغربية لا يتعاملون مع شمال أو جنوب من منطلق الحب أو الكراهية لهذا أو ذاك، وإنما ينظرون إلى (مصالحهم، وأمنهم القومي).
وإذا اقتربت الصراعات إلى مواقع جغرافية مصالحهم: شبوة وحضرموت ومأرب والجوف، وأصبح شررها يهدد النفط والغاز، فإننا لا نستبعد غضبة الرئيس الأمريكي علينا، ولن يهمه ما قاله رئيس الحكومة من "إنه قوي وليس بضعيف"، ولا يهم أمريكا إن جاء تشكيل الحكومة من المؤتمر وحلفائه أو من أحزاب المشترك وشركائها.
في ضوء ما طرحناه سلفاً فإننا نخاف من أن تعمّ ويلات الحرب - والعياذ بالله - كل مناطق اليمن، شمالاً وجنوباً، وتنهار البنية التحتية، وما تبقى من الاقتصاد والمال، ويتشرذم الجيش إلى قبائل وأحزاب.
كما بدأ المواطنون يتساءلون بقلق: "هل أصبحنا على مشارف نازحين ومشردين؟ وهل سنلجأ للصحراء بحثاً عن مأوى؟، كل شيء جائز، فنحن نعيش هذه المعمعة".
السلطة سبق وأن صرحت بأن الدول المجاورة والصديقة صرحت بأنها تدعمها وتشد على خطواتها .. ولكن الأمر لا يتجاوز على الحكومة اتخاذ الإجراءات.
وهنا أتذكر في العام 92م، حين كانت الحكومة تناقش إجراءات برنامجها، وهو ما لم يعجب بعض الأطراف من الجنوب والشمال، فإذا بالرجل الوطني الفقيد يوسف الشحاري ينزل من منصة رئاسة البرلمان ويقول مخاطبا النواب: "أية حكومة هذه، لا تستطيع تغيير هذا الوزير أو ذاك المحافظ، أو هذا الوكيل مستحق البقاء!!".
نريد من الرئيس هادي أن لا يخذل الأشقاء والأصدقاء، وأن يعملها ولو لمرة واحدة.. وصدقوني أن الأمر لا يحتاج لمجلس نواب أو شورى أو لجنة عسكرية عليا.
وأذكِّر الرئيس بأنه لو حصل ما حصل سيحملونه تبعات كل شيء!، هكذا عرفناهم في الماضي والحاضر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى