> عبود الشعبي:


يروح بنا الشوق إلى لقاء «الأيام».. تعبت أعصابنا أكثر من خمس سنين وفي القلب حنين.. كان الصباح رغم جماله الأثير ينقصه الكثير.. إذ المطبوعة في القلب توارت عن العين.. غيبت قسراً.. لكن «الأيام» لا تغيب، بل تدور، وحين تظمأ أرواحنا تنادي في الساقي المباعد أن اقترب (فيجيء في الموعد).. يجود بالفيوض يا صباح (مايو الموشى بالجمال كله .. بالحب كله بالأخضر كله) يا قلب هشام الكبير المسكون بحرارة اللقاء، وجاء الموعد لسان حالكم في «الأيام» لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
كما الطائر المفارق .. جاءت مبحوح الصوت.. رفرف القلب.. طارت المشاعر استحالت الروح لحناً وشجناً.
إن هذه الأكف التي تتسابق لصحافة العدد الأول من الجيل الثالث هي قلوبنا تصافح روح هشام تتزاحم، كأنها فراش الخمائل إذا تهافت إلى أجمل الزهر.
يا قومنا هذا السؤال القلق الحائر.. ما فعلت بهم «الأيام» حين أصبحوا لها كل تلك النار، وأحاطوا بها من كل الجهات ليعملوا فيها حرقاً وتدميراً.
أنظر يا زمن.. هي عادت والفاعل الظالم لم يعد.. وتلك «الأيام»!! كنا نقرأ في الصحافة في الخمس السنين الماضية، لكن إحساسنا بالضمأ لم يفارقنا.. كان الموكب بلا راية، والقائد الذي يعقد اللواء لم يحضر بعد !! قالوا لنا: هذا (مانشيت) صحف الصباح، قلنا لهم : لكننا نفتقد (مانشيت) «الأيام».
الآن في عدن أجواء من الأنس مشاعة.. تفيأ القلب ظلال «الأيام» الوارق، وبدأ حمام المدينة في الهديل.. فقد عادت أيامنا الخضر !! على الدرب يا تمام، هذه معالم الطريق.. خلق الوفاء عند جمهوركم الكبير.. إن «الأيام» صحيفتكم بحجم الوطن.