ياسـر الأعسم
ياسـر الأعسم
القاسم المشترك بين أندية محافظة عدن وأخواتها في الجنوب هو أن جميعها بلا استثناء ذاقت فرقها لكرة القدم مرارة الهبوط إلى دوري المظاليم ..منها من انتفضت وعادت سريعاً إلى مكانها بين الكبار، فيما بعضها فقدت هيبتها وأصبحت تصعد وتهبط دون أن تترك بصمة ، بينما كثير منها ما زالت تعيش منذ سنوات في النفق المظلم ، وأخرى حكموا عليها بالإعدام وأمست أثراً بعد عين!..
نادي شمسان أحد أندية (عدن) الكبيرة التي يزيد عمر معاناتها عن عشرين عاماً ، فمنذ هبوطه الى دوري (المظاليم) في تسعينيات القرن الماضي ، وهو عاجز عن النهوض ، وكل محاولاته لاستعادة أمجاده كان مصيرها الفشل ، وأصبح الرهان على عودته إلى دوري (الكبار) رهاناً خاسراً .. النادي الذي كان يوماً ما فخر مدينة (المعلا) بات يتسول الكبرياء ، وذلك بعد أن أذلته النفوس الضعيفة ، وخانته مواقف أبنائه ! لقد هدت الأحزان (الجبل) ، ولم يتبق غير ظل البطل !
تحدث الأخ خالد بيزع عن المعاناة التي يعيشها نادي شمسان ، والأزمة المالية التي تطحن الأحلام (البرتقالية) ، وشعوره بالحسرة من مواقف المحافظ وحيد رشيد الذي نكث بوعوده وتجاهل السلطة المحلية دعم الفريق أسوة بالأندية الأخرى !.. حديث (النائب) ليس بعيداً عن الحقيقة ، وقد يدفع كثيرون للتعاطف معه .. ولكنك عندما تشاهد فرقاً لا تمتلك نصف إمكانيات (شمسان) ، واستطاعت أن تتحدى ظروفها الصعبة منتزعة بطاقة الصعود إلى دوري (الكبار) من المحاولة الاولى ، وحققت الانجاز الذي عجز نادي شمسان عن تحقيقه لسنوات طويلة ! .. هذا الأمر يصيبك بنوبة حزن شديدة ، ويعزز من قناعاتك بأن (شمسان) يعيش أزمة أشخاص أكثر من أزمة إمكانيات !..
كما نتفق بأن عدالة سلطة المحافظة رمادية ، وتكيل بمكيالين ، وتنظر إلى الأندية من زاوية حساباتها السياسية ، وقرار الدعم يخضع إلى توصيات الدائرة الحزبية الضيقة ، ولكن علينا أن نقر أيضاً بأن سلطة المحافظ (رشيد) جاءت على أكتاف ثورة الربيع قبل سنتين ، بينما (بيزع) يحكم (الجبل) من مقعد (النائب) منذ خريف العام ألفين وخمسة ميلادية !..نعتقد أن شحة الدعم أصبحت شماعة يعلق عليها الكثيرون فشلهم المتكرر!.
مهما كانت النوايا حسنة لا نستطيع أن نبرر ما يحدث للنادي العريق ونتجاهل وضع إدارته غير السليم ، فلا يعقل أن مؤسسة رياضية واجتماعية وثقافية بحجم نادي شمسان تقتصرإدارتها على (نائب) و(مسئول مالي) فقط ، ونتعامل معها بعقلية (مدكن) !..هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا أعتقد أن أحداً سيختلف معنا أن الإدارة التي تبحث عن واسطة لمقابلة المحافظ ، ولا تمتلك القدرة على كسب ثقة الداعمين تصبح عبئاً على النادي ، وعليها أن تحزم حقائبها وترحل!..
لا نزايد على عشق (بيزع) أونشكك بولائه لنادي شمسان ، ولكن عليه أن يعلم بأنه ليس الوحيد الذي يجري في عروقه اللون (البرتقالي) ، ويدرك أن مسيرة الأندية لا تقف عند أشخاص أيا كانت قيمتهم ، وإن التغيير سنة الحياة ، وأن المشكلة ليست في الفشل ، وإنما في إدمان الفشل!..
إن البيئة التي تعيش فيها رياضة عدن فاسدة ، والأندية في وضع لا تحسد عليه ، ومصيرمعظمها في يد لجان مؤقتة ، أوتسيرها إدارات مبتورة الرأس ، وأخرى برأس دون أعضاء ! .. لا نعلم إلى متى ستظل الجمعيات العمومية مهمشة وغائبة عن صناعة القرار في الأندية ، ولكن الذي نحن متأكدون منه أن هناك أطرافاً كثيرة مستفيدة من حالة الفوضى ، ومن مصلحتها بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن إلى أجل غير مسمى !.