الدكتور ابن طالب وحديث عن الجات في بلاد العربدة والقات

> نجيب محمد يابلي:

> نظم نادي رجال الأعمال بعدن ندوة حيوية واستراتيجية، عنوانها "انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية وأثر ذلك على القطاع الخاص" في 25 مايو 2014م، وقدم الأخ العزيز الدكتور سعيد الدين بن طالب، وزير الصناعة والتجارة كلمة ضافية، حملت فيها كل جميل، وفي صدارتها عدن الجميلة، التي انبرى الدكتور بن طالب مدافعاً عنها، وحجته أن من يعيش في الجبل لا يعرف البحر، ومن لا يعرف البحر لا يعرف التجارة، لأن سنغافورة وعدن ساكنتان في وجدان بن طالب، وراح الرجل يثبت تاريخ عدن التجاري، ممثلة في بيوتاتها: توني بس وباتيل وبيكاجي قهوجي وغيرهم.
حث بن طالب رجال المال والأعمال على وضع عدن نصب أعينهم، فالدستور الجديد يصاغ في غرفة مغلقة، وينبغي مراعاة معيار ومستقبل عدن في الدستور المرتقب، وذكرهم بأن الحكام الذين لم يعرفوا الديمقراطية ترتب على ذلك الحال أن الكثير من الناس لم تتدرب على إثارة القضايا والمواضيع التي تهمها، ولوحظ خلطية عدن وسنغافورة في صياغة خطاب الرجل.
قدمت إلى الندوة ثلاث أوراق عمل، وعقب ذلك مداخلات واستفسارات مقدمة من رجال مال وأعمال وأكاديميين وتكنوقراط، اتسقت وتناسقت مع الكلمة الافتتاحية للأخ الطيب فتحي عبدالواسع هائل، رئيس نادي رجال الأعمال، والذي يستحق لقب "الطيب ابن الطيب"، الذي نشأ مع والده وترعرع في عدن، واكتسبت روابطه بعدن بأواصر معلاوية عريقة، فأمه شقيقة الكابتن عادل إسماعيل.
تجلت حضرية وحضارية ابن طالب عندما أعرب عن سعادته بزيارة عدن وعودة صحيفة "الأيام"، التي مثلت أهم أعمدة الصحافة، وأعادت ولادة روح قديمة خلاقة تعتز بها، وبلغت مدنية الرجل عندما قال: الاقتصاد الوطني سيتعافى إذا تحرر من سلطة العسكر.. (راجع عدد "الأيام" - الأحد 25 مايو 2014م).
الندوة هامة وإستراتيجية، وتَوَجُّه الوزير ورئيس النادي ورئيس غرفة عدن وبقية المشاركين توجه لا لبس فيه، ونواياهم صادقة، إلا أن أمامهم قضايا حيوية وتحديات شائكة منها: ضعف ثقافة المصنِّعِين اليمنيين بقضايا الاغراق وإجراءات مكافحته، والحقوق التي كفلها لهم القانون (قانون حماية الإنتاج الوطني)، وضعف الإمكانات في مواجهة ومكافحة الاغراق لجميع الأطراف الصناعية المحلية والمصدرين والمستوردين وغيرهم ممن يقدمون أسانيدهم.
إن حال منظمة التجاره العالمية كحال الدهر في الموروث العربي: "الدهر كالسيف أن لم تقطعه قطعك"، والذي يبعث على الإحباط هو غياب الدولة وضعفها في مواجهة أعمال التخريب، التي يقوم بها مُتنفذون من حاشد وسنحان، ليعودوا إلى سدة الحكم ليواصلوا أعمال النهب والاستنزاف للموارد وإقصاء أهل الحق من أرضهم ومواردهم، كما هو الحال في الجنوب، حيث كنا نعاني من عدم مؤسسية النظام الذي تحول بعد أكتوبر 1978م من سلطة الدولة إلى سلطة القبيلة، أما الآن فإن الدولة عاجزة عن مواجهة عصابات المتنفذين، والدليل (ضمن عشرات الأدلة) على تلك الأعمال البربرية القذرة التي قامت بها عناصر مسلحة تابعة لمتنفذي حاشد وسنحان، واستهدفت أمن سيئون وأبنائها ليل الجمعة المباركة، 25 مايو 2014م، وقتلوا بغير وجه حق (32) جندياً منهم (10) من رجال المرور، وجرح العشرات، ونهبوا (135) مليون ريال اقتسمها القراصنة من العسكر في كل من سيئون وصنعاء.
أصبحت اليمن الدولة العضو رقم (160) في منظمة التجارة العالمية، في ظل ضعف الدولة وهشاشة المجتمع في مواجهة عصابات المتنفذين على مرأى ومسمع من الأسرة الدولية، وإذا لم يكن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني قوياً فإن البلاد ستواجه الثالوث المدمر: "منظمة التجارة العالمية" و"البنك الدولي" و "صندوق النقد الدولي"، وإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئابُ.
كانت "الأيام" قد نشرت في عددها الصادر يوم الإثنين 19 مايو 2014م تقريراً من صنعاء، أعده الزميل جمال الجابري، عنوانه (القات سيدفع اليمنيين للشرب من ماء البحر)، وردت فيه حقائق مريعة، منها أن مساحة الأراضي المزروعة بالقات في اليمن ارتفعت من عشرة آلاف هكتار في 1970م إلى أكثر من 167 ألف هكتار في 2012م، مايشكل حوالي 12% من الأراضي الصالحة للزراعة.
ومما ورد على لسان الأخ علي الصريمي، مدير هيئة الموارد المائية أن اليمن يستهلك ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه سنوياً، ولا يتم تجديد هذه الموارد في جوف الأرض إلا بنسبة الثلث فقط، وكيف سيكون الحال في بلاد نموها السكاني لايتناسب مع نمو مواردها المادية والبشرية، لأن التنمية البشرية عامل حاسم، وخير من يدركها هو الدكتور بن طالب، الحضري والحضاري، العدني والسنغفوري.
أشد على يديك يا دكتورسعد الدين بن طالب، وأنت الذي حددت موقفك من الفساد عندما كنت أمينا عاماً للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، في وقت ساد فيه الصمت والخوف وضعف الإيمان وغياب تقوى الله واستشراء الفساد والنفاق.
الظرف الراهن حرج وصعب، والمستقبل لايزال غامضاً، وتبقى رحمة الله بعباده، وبطشه وجبروته اللذان سيحيقان بالعرابدة من حاشد وسنحان وحلفائهم، شماليين أم جنوبيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى