اليوم الاخير لحملة الانتخابات الرئاسية السورية

> دمشق «الأيام» سامي كتز:

> أنتهت أمس الأحد مهلة الحملات للانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من يونيو، والتي لا يواجه فيها الرئيس بشار الاسد اي منافسة فعلية، وتنظر اليها المعارضة والدول الغربية على انها "مهزلة".
وستنظم هذه الانتخابات التي تأتي في خضم النزاع الدامي في البلاد منذ اكثر من ثلاثة اعوام، في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي تتمتع بهدوء نسبي مقارنة مع مناطق سيطرة المعارضة التي تتعرض لقصف متواصل من القوات النظامية وتشهد معارك يومية.
وطغت صور الرئيس الاسد على شوارع العاصمة السورية، وتظهره يرتدي بزات رسمية، وأخرى من دون ربطة عنق او بالزي العسكري وهو يضع نظارتين شمسيتين، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.
وبدا الاسد البالغ من العمر 48 عاما، مبتسما او رافعا يده لأداء التحية.
ورفع عدد خجول من الصور للمرشحين ماهر حجار وحسان النوري.
ودعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم البلاد منذ العام 1963، الى انتخاب الاسد، الامين القطري للحزب. وحضت في بيان على "اختيار قائد لا مجرد رئيس للجمهورية، قائد اثبت للشعب ولاءه الوطني، شجاعته في بقائه مع هذا الشعب يقاسمه مصيره ويقود نضاله ويدير الازمة التي عصفت بوطنه (...) انه القائد الرمز بشار الاسد الذي يتواجد مع شعبه في كل احياء الوطن وشوارعه".
وقالت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب ان السوريين يستعدون "لرسم مشهد وطني في الثالث من حزيران (يونيو) يؤكدون فيه ان صوت الشعب سيعلو على اي صوت آخر(...)".
ووصل الرئيس السوري الى السلطة باستفتاء اثر وفاة والده الرئيس الراحل حافظ الاسد العام 2000. واعيد انتخابه باستفتاء ايضا في العام 2007.
وعلى رغم انها ستكون نظريا "اول انتخابات رئاسية تعددية"، الا ان قانون الانتخابات اغلق الباب عمليا على احتمال ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، بعدما اشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية.
واعتبرت الامم المتحدة ان لاجراء الانتخابات تداعيات سلبية على اي افق لحل سياسي. اما المعارضة السورية وحلفاءها في العالم، فيجدون انفسهم عاجزين عن منع بقاء الاسد في منصبه، ويعتبرون الانتخابات "مهزلة ديموقراطية" و"غير شرعية". كما يصفها ناشطون بانها "انتخابات الدم".
ودعت هيئة أركان الجيش السوري الحر، المرتبطة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الى مقاطعة الانتخابات. كما صدرت دعوات للمقاطعة عن احزاب من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
وكانت دمشق اقامت الاربعاء 28 مايو، انتخابات في 43 سفارة لها في العالم، "وتجاوزت نسبة التصويت 95 بالمئة من الذين سجلوا أنفسهم"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أمس الأول عن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
ومنعت دول مؤيدة للمعارضة ابرزها فرنسا والمانيا والامارات العربية المتحدة، اجراء الانتخابات على اراضيها. واقيمت تظاهرات رافضة للانتخابات لسوريين معارضين في لبنان وتركيا.
وتظاهر مئات اللاجئين أمس في محافظة عكار بشمال لبنان رافعين شعارات منها "قامت ثورتنا لاسقاط النظام الطائفي المجرم، هل يعقل ان نعيد انتخابه؟"، و"انتخبوا من قتل 200 الف سوري"، بحسب مراسل فرانس برس.
وقال سعد دندنشي (55 عاما)، النازح من حمص (وسط سوريا) "لا يمكن ان ننتخب شخصا قتل اطفالنا ونساءنا ودمر بيوتنا"، معتبرا ان من يقوم بذلك "شريك لهذا النظام".
وكان عشرات آلاف السوريين ادلوا بصوتهم الاربعاء والخميس في سفارة بلادهم في لبنان، ما اثار انتقادات واسعة في البلد الذي ينوء تحت عبء اكثر من مليون سوري، والمنقسم بشدة بين مؤيدين للنظام والمعارضة.
ودعت السفارة من لم يتمكن من التصويت الى القيام بذلك على الجانب السوري من المعابر الحدودية في الثالث من حزيران/يونيو. الا ان وزارة الداخلية اللبنانية حذرت اللاجئين من فقدان صفة "النازحين" في حال دخلوا سوريا بدءا من الاول من حزيران/يونيو.
واعتبرت صحيفة "الوطن" السورية ان القرار هدفه "التضييق وحرمان السوريين من حق انتخاب رئيسهم الجديد".
وصدرت في الاسابيع الماضية تحذيرات حكومية لبنانية من "انهيار" الوضع في البلد ذي الموارد المحدودة بسبب ضغط النزوح. كما دعت قوى سياسية مناهضة لدمشق الى "ترحيل" اللاجئين الذين صوتوا للرئيس الاسد.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتواصل اعمال العنف في مناطق عدة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس ان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اعدم الخميس الماضي خمسة افراد من أسرة علوية في وسط سوريا، بينهم مسن يبلغ 102 من العمر اطلق المسلحون النار عليه وهو نائم.
وفي حلب (شمال)، واصل الطيران قصف احياء سيطرة المعارضة بالبراميل المتفجرة، ومنها بعيدين والقاطرجي وقاضي عسكر، بحسب المرصد.
وقتل نحو الفي مدني منذ مطلع العام 2014 في قصف الطيران السوري لمناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها.
وافاد المرصد عن مقتل اربعة اشخاص أمس بينهم طفل، في قصف المقاتلين أحياء يسيطر عليها النظام في حلب، كبرى مدن شمال سوريا.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى