عاصفة بعد الافراج عن خمسة طالبانيين من جوانتانمو مقابل جندي امريكي واحد

> عواصم «الأيام» ا.ف.ب:

> وصف زعيم حركة طالبان الملا عمر الافراج عن خمسة من كبار عناصر الحركة مقابل السرجنت الاميركي بو برغدال بانه "نصر كبير".
وقال الملا عمر في بيان نادر "اقدم التهاني القلبية للشعب الافغاني المسلم باكمله، ولجميع المجاهدين ولعائلات واقارب السجناء على هذا النصر العظيم بالافراج عن خمسة من قادة طالبان من معتقل غوانتانامو".
واضاف "اشكر حكومة قطر وخاصة اميرها الشيخ تميم بن حمد (ال ثاني) الذي قام بجهود مخلصة للافراج عن هؤلاء القادة، وعلى وساطته وعلى استضافتهم".
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان الخمسة المفرج عنهم هم محمد فضل، والملا نور الله نوري، ومحمد نبي، وخير الله خيرخوا، وعبد الحق سواق.
وصرح مصدر في طالبان في مدينة كويتا الباكستانية لوكالة فرانس برس ان الخمسة كانوا مسؤولين في نظام طالبان الذي اطاح به الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وانهم ما زالوا يتمتعون بنفوذ واسع.
من جهته اعرب وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل عن امله امس الاحد بان يقود الافراج عن السرجنت الاميركي بو برغدال الى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان.
وفي مقابلة مع شبكة ان بي سي قال هيغل ان الولايات المتحدة اجرت محادثات مع طالبان سابقا، الا ان تلك المحادثات توقفت في 2012، مضيفا "ولذلك فربما تكون هذه فرصة جديدة يمكن ان تسفر عن اتفاق".
اكد وزير الخارجية القطري خالد العطية أمس ان الوساطة التي اجرتها بلاده وافضت الى الافراج عن جندي اميركي محتجز في افغانستان مقابل الافراج عن خمسة من قياديي حركة طالبان، هي على اساس انساني.
وقال العطية في مؤتمر صحافي في الدوحة "عندما يتعلق الأمر بمسألة انسانية فان سمو الأمير لا يتأخر وهذا ما حدث للرقيب الأميركي والخمسة المحتجزين من طالبان".
وبحسب العطية، فان امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني "قام بالتوجيه للجهات المختصة في الدولة للبدء بهذه الوساطة التي تكللت بالنجاح بعد مفاوضات طويلة".
واعتذر الوزير عن ذكر تفاصيل اضافية عن الملف مشددا على ان الوساطة اتت استنادا الى "مبدأ أساسي في السياسة الخارجية القطرية وهي العامل الانساني".
وفي حين أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ان الحكومة القطرية أعطت الولايات المتحدة ضمانات أمنية بشأن الافغان الخمسة المفرج عنهم، من دون ان يحدد هذه الضمانات بينما اعلن مصدر قطري مطلع ان عناصر طالبان الخمسة الذين افرج عنهم من سجن غوانتانامو مقابل اطلاق جندي اميركي كان محتجزا في افغانستان، سيبقون عاما في قطر التي وصلوا اليها أمس.
وقال هذا المصدر ردا على سؤال حول الضمانات التي تلقاها الاميركيون لاتمام عملية التبادل "سيبقون عاما في قطر".
ووصل الرجال الخمسة بعد ضهر امس الاحد الى الدوحة بحسب مصدر قريب من وزارة الخارجية القطرية.
وفي واشنطن انتقد عدد من كبار اعضاء الكونغرس الجمهوريين الرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب صفقة تبادل جندي اميركي مع خمسة من عناصر طالبان، حتى ان بعضهم اتهمه بانتهاك القانون.
لكن العديد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين المعارضين اصدروا تصريحات ترحب بالافراج عن السرجنت بو برغدال.
الا ان عددا اخر قال ان مبادلته ب"ارهابيين" محتجزين في معتقل غوانتانامو ستشجع على خطف مزيد من الجنود الاميركيين.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست انه لم يتم ابلاغ اعضاء الكونغرس بعملية التبادل الا بعد اتمامها.
وقال مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب انه "مسرور بان السرجنت برغدال حر وسيعود الى عائلته في الولايات المتحدة".
لكنه قال انه "منزعج للغاية" من ان مسؤولين اميركيين "تفاوضوا مع ارهابيين" للتوصل الى صفقة التبادل.
وقال ان "هذا التغير الكبير في السياسة الاميركية يشجع الارهابيين في كل انحاء العالم على اخذ رهائن اميركيين".
واضاف "أعتقد ان هذا القرار سيهدد حياة جنود اميركيين في السنوات المقبلة".
وطالب السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين بالاطلاع على الخطوات التي تم اتخاذها "لضمان عدم عودة متطرفي طالبان الشرسين والعنيفين الى القتال ضد الولايات المتحدة وضد شركائنا".
ووصف المفرج عنهم من حركة طالبان بانهم "ارهابيون اشداء تلطخت ايديهم بدماء الاميركيين وعدد لا يحصى من الافغان".
وانتقد اعضاء جمهوريون في لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ الرئيس باراك اوباما وقالوا انه انتهك القانون.
وقال النائب هاورد ماكيون والسناتور جيمس انهوفي في بيان مشترك "لقد حافظت الولايات المتحدة على منع التفاوض مع ارهابيين لسبب جيد ... وبهذه الصفقة فقد انتهك الرئيس بوضوح القانون الذي يلزمه بابلاغ الكونغرس قبل 30 يوما من اي نقل لارهابيين من معتقل غوانتانامو وشرح كيفية تراجع التهديد الذي يشكله هؤلاء الارهابيون بشكل كبير".
ويعتقد اوباما ان القانون غير دستوري لانه يحد من سلطاته كقائد اعلى للجيش وبالتالي يمكنه تجاوزه، بحسب ما افاد مسؤول اميركي لصحيفة واشنطن بوست.
وكان الملا عمر الرئيس الفعلي لدولة افغانستان خلال حكم طالبان (1996-2001). واستمر في قيادة تمرد الحركة منذ الاطاحة بها من السلطة.
ولا يعرف مكان تواجده الحالي، الا ان بعض المراقبين يعتقدون انه يختبئ في باكستان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى