كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> هناك فرق بين شعب وآخر.. والشعوب ليست بطبيعة الحال تتشابه في كل شيء.. لابد من فروق بينها ولو كانت كبيرة أو بسيطة جداً.. فالعادات والتقاليد مثلاً لا يمكن أن تكون واحدة.. وكذلك القدرة على الإنتاج والعمل.. فالشعوب تعمل وتكدح وتنتج، لأنها في حاجة إلى الطعام.. ومن المستحيل أن تحصل على طعامك ولبن أطفالك بسهولة.. لابد من أن تقوم بعمل ما لكي تحصل على النقود مقابل هذا العمل.. وبهذه النقود تضمن لك ولأسرتك وأطفالك ما تحتاج إليه في الحياة.
< ومن المؤكد أن الدنيا تغيرت وتطورت.. ونهضت سريعاً وبعيداً عن الماضي، الذي كنا نعتقد أننا نعيش فيه نعمة من الله أجمل وأفضل.. فالشعوب اليوم قادرة على إنتاج ما تحتاج إليه من الطعام وزيادة.. وتقوم بتصدير ما هو فائض عن حاجتها إلى العالم.. لكي تحصل على العملة الصعبة لتستورد ما تحتاج إليه من سلع ومواد أخرى غير الطعام.. فليس بالطعام وحده يعيش الإنسان.. ومن الممكن أن يستورد أدوات الدمار والقتل.. وليس معنى ذلك أن الإنسان ولد مجرماً.. فالخير كثير.. والشر قليل.. ولكن من الطبيعي جداً أن يولد الإنسان محباً للمال.. وأن تطغى عليه غريزة الطمع والجشع.. وفي هذه الحالة قد يرتكب حماقات كثيرة ممكن أن تصل إلى حد السرقة والنهب والسلب.
* ولكن ما الذي يجعل الإنسان مجرماً؟.. وهل الجريمة غريزية في الإنسان أم مكتسبة؟.. الجواب عن ذلك عند علماء النفس والاجتماع وغيرهم، الذين يستطيعون أن يعرفوا ويقولوا الأسباب التي تجعل الإنسان مجرماً.. ثم هل الجوع هو الذي يجعل الإنسان لصاً؟.. صحيح أننا نعرف أن الجوع قد يدفع أي أحد إلى سرقة رغيف خبر.. ثم يعاقبه القانون كما يحدث عندنا.. ولكن الذي يسرق الملايين لا يعاقبه القانون، ولا يقرب إلى جانبه.
* وفي بلادنا لصوص كثيرون يسرقون الكحل من العين.. وبعضهم يسرق بأدب.. والبعض الآخر يسرق بدون أدب.. وفي الأخير كلهم لصوص.. ولكن أتفه وأحقر اللصوص هم الذين يسرقون المال العام.. والذين يسرقون ثروات البلاد.. في وضح النهار.. والدولة لا تستطيع أن تفعل شيئاً.. لماذا؟، الجواب عند اللصوص أنفسهم.. ومعروف عندنا جميعاً.
* ثم هل الجوع أو البحث عن الطعام هو الذي يجعل الجريمة تنتشر بين الناس؟.. الجواب: لا وألف لا.. وهناك مجتمعات كثيرة
في بلدان كثيرة تعيش في أحياء فقيرة جداً.. يقتلها الجوع والعطش والعري.. وهي كثيرة في أوروبا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط والأقصى.. ولكن هناك عوامل أخرى تبعث على انتشار الجريمة، مثل المخدرات والتهريب والتجارة بالرقيق والأطفال.. والغريب أن الأغلبية فيها من الفقراء.. والأقلية من الذين يملكون كل شيء.. والأرض وما عليها.
* ولكن لكي لا نظلم أحداً.. ولا أن نُتَّهم بالتجني على أحد.. أعترف بأن في بلادنا تجاراً شرفاء.. وبيوتا تجارية نظيفة وشريفة.. ولها قواعد ونظم وإدارة حكيمة وقوية.. وقد بدأت ونَمَت وكبرت بكد وعمل وجهد وعرق، وتعب أصحابها طوال سنوات
كثيرة.. واستحقت التقدير والاحترام.
* وفي الأخير لابد من الاعترف بأن البعض يرتكب أخطاءً وجرائمَ.. والبعض الآخر تتعثر أقدامه، ولكن لا يسقط على الأرض.. والبعض ينام وعيونه مفتوحة!!.. والبعض الآخر يعيش في كابوس قاتل ومرير.. والأهم أننا نعبد الله وحده، ولا نعبد أحداً سواه!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى