مصارحة حرة.. فيفا.. أحمق الخطى

>
محمد العولقي
محمد العولقي
تحفل بطولات كأس العالم لكرة القدم بمزيج من " التراجيديا " السوداء و" الكوميديا " البيضاء مرت على طاولة " الفيفا " مرور " اللئام ".
لا نختلف على أن " المفارقات " تصنع الإثارة المطلوبة فبدون حالات " جدل " تختفي ردود الأفعال وتخسر كرة القدم أهم أركانها .. لكن هناك " لحظات " عسر مرت بها بطولات كأس العالم غيرت من معالم الأبطال وحرمت منتخبات من حقها المسلوب .. أما على صدى صافرة أخطأت التقدير أو لعبة " مشبوهة " أو " استفزازات " ليست من نسل الأخلاق والمبادئ التي يلوكها " بلاتر" ليلا ونهارا..!
* ولك عزيزي القارئ أن تتخيل لو أن العدالة تحققت .. ترى هل كان في وسع " الأرجنتين " أن تفوز على " انجلترا " في ربع نهائي مونديال المكسيك 1986؟ .. ما الذي كان ليحدث لو أن الحكم التونسي علي بن ناصر فتح عينيه وضبط اليد " المغشوشة " لمارادونا ؟ .. العدالة هنا تستوجب " الانذار" وربما الطرد .. لأن " مارادونا " تعمد مغالطة الحارس " بيتر شيلتون " مع سبق الإصرار والترصد..!
* وماذا لو أن الاتحاد الدولي تجرأ وناقش " مسرحية " ألمانيا والنمسا في الدور الأول لمونديال اسبانيا 1982 التي أطاحت بأحلام منتخب الجزائر بعد مؤامرة " خيخون " المفضوحة للعالم .. ترى إلى أي مدى كان سيصل "محاربو الصحراء " في حال إذا تحققت العدالة وطرد الألمان والنمساويون من البطولة بعد مهزلة ذبحت الأخلاق والمبادئ المونديالية بغير سكين ؟!
* وماذا لو أن الحكم طرد حارس ألمانيا السفاح " هارلد شوماخر" وضبطه وهو يعتدي على الفرنسي المسكين " باتريك باتيستون " واحتسب ضربة جزاء صحيحة للفرنسيين كان يمكن لفرنسا أن تمر إلى النهائي وربما تفوز بالبطولة على حساب إيطاليا ؟ .. أتدرون أن الذي حدث كان أغرب من الخيال فالحكم كافأ شوماخر بابتسامة .. وتجاهل الأسنان التي تطايرت من فم " باتيستون " .. يومها فاز الألمان بركلات الترجيح .. وخرج الفريق الأجدر بلعب النهائي..!
* الألمان الذين تجرعوا الذل من التحكيم في مونديال انجلترا .. بهدف " جيف هيرست " الانجليزي في نهائي 1966 .. وهو هدف باطل باطل على ذمة الكاميرات القديمة التي فضحت التواطؤ مع الانجليز هم ذاتهم الذين فازوا بمونديال إيطاليا 1990 بفضل ركلة جزاء خيالية جاد بها الحكم المكسيكي " كوديسال " .. على " رودي فوللر" وترجمها " بريمة " إلى قشة قصمت ظهر " مارادونا "..!
* وماذا لو أن الحكم رفض ادعاءآت ظهير إيطاليا " فابيو جروسو" في ثمن نهائي مونديال ألمانيا 2006 ولم يحتسب ركلة جزاء خرافية ؟ هل كان لإيطاليا أن تصمد في الوقت الإضافي أمام " أستراليا " وتفوز فيما بعد في الوقت العسير بفضل " توتي" الذي سجل الهدف المأساوي الخاطئ؟
* وينطبق الحال على نهائي نفس المونديال بين إيطاليا وفرنسا .. فقبل عشر دقائق من نهاية الوقت الإضافي الثاني .. تدخلت " نمطية " الطليان لهز معنويات الفرنسيين قبل لحظات من معركة ركلات الترجيح .. تم إقصاء " زين الدين زيدان " بعد أن ضبطته الكاميرات " الديجيتل " وهو يوجه نطحته الشهيرة إلى صدر " ماتيراتزي " بعد أن نعته الأخير بعبارات " سوقية " استفزت النجم الفرنسي .. وبخروجه خسر الفرنسيون معركة " الترجيح " النفسية .. وذهب اللقب للفريق الذي عرف كيف يستخدم أسلحته المحرمة أخلاقيا وإنسانيا..!
* وبعد علينا أن نتوقع ما هو أسوأ في المونديالات القادمة مادامت " الفيفا " تتعامل مع هكذا أحداث بتقاعس ولا مبالاة .. وطبعا ما ذكرته من فقرات ما هي إلا غيض من فيض .. وللذي يرغب في مطالعة فضائح بطولات كأس العالم ما عليه سوى اقتناء كتاب الصحفي الانجليزي " ديفيد يالوب " لتعرف أنهم حقاً سرقوا اللعبة .. وكل مونديال " والفيفا " غامق أحمق الخطى...!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى